الشارقة.. حكاية الضوء والكتاب: في رحاب الدورة الرابعة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب
بقلم – ا.محمد سنهوري الفكي الامين –
في كل عام، ومع هبوب نسائم نوفمبر، تتحول الشارقة، عاصمة الثقافة العربية، إلى قارة من الورق، وميناء يرسو فيه سُفن الفكر من كل حدب وصوب. إنها ليست مجرد مناسبة، بل هي طقس سنوي مهيب، يتجدد فيه العهد بين الإنسان وأعظم اختراعاته: الكتاب. وفي دورته الرابعة والأربعين، يرفع معرض الشارقة الدولي للكتاب شعاراً يلامس شغاف الروح: “بينك وبين الكتاب”، دعوة صريحة لاختزال المسافات بين القارئ وعالمه الموازي.
هذا المعرض ليس سوقاً للكتب فحسب، بل هو كرنفال للحواس، حيث تمتزج رائحة الورق القديم بعبق الحبر الجديد، وتتداخل همسات الزوار مع ضجيج الأفكار. إنه فضاء يتسع لـ 2350 ناشراً قدموا من 118 دولة، ليحولوا مركز إكسبو الشارقة إلى خريطة حية للمعرفة. هنا، تتجاور الحضارات دون حواجز، وتلتقي المدارس الفكرية على أرضية واحدة من الاحترام والشغف. فكل كتاب هو نافذة، وكل جناح هو بوابة إلى ثقافة لم تُكتشف بعد.
المزيد من المشاركات