متابعة ـ منصة السودان ـ
أتمّ ضيوف الرحمن، السبت، أعمال أول أيام التشريق «يوم القرّ»، حيث رموا الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة «العقبة» الكبرى؛ تأسياً واتباعاً بهدي النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بعد أن استقروا في مشعر منى، الجمعة، وهم ينعمون بأجواء إيمانية، وسط منظومة خدمية وأمنية متكاملة.
وسهّلت الإجراءات التنظيمية الدقيقة انسيابية حركة الحشود داخل منشأة الجمرات، إذ جاءت عملية الرمي وفق خطة تفويج محكمة، نُفذت بتعاون وتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وبمتابعة ميدانية فورية، أسهمت في تحقيق أعلى درجات السلامة والأمان للحجاج، وتمكينهم من أداء نسكهم في أجواء تسودها الطمأنينة والسكينة.
ويغادر الحجاج المتعجلون مشعر مِنى، عقب زوال شمس الأحد، الثاني عشر من شهر ذي الحجة، بعد رمي الجمرات الثلاث، بدءاً بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بـ7 حصيات، قبل أن يتوجهوا إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، مستكملين به آخر أعمال الحج.
وطالَبَت وزارة الداخلية الحجاج باتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، ومواصلة الالتزام بجداول التفويج، والتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، والتحلي بالهدوء والنظام في التنقل، داعيةً ضيوف الرحمن الذين ينوون التعجل، للبقاء في مخيماتهم لحين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم
وأكّد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة؛ لسلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم إلى ديارهم بسلام، سائلاً الله التوفيق والسداد في أداء هذا الشرف العظيم، بما يحقق تطلعات القيادة الحكيمة.
وتأتي مرحلة الإفاضة من مشعر منى إلى المسجد الحرام ضمن منظومة تشغيلية متكاملة ومحكمة، ترتكز على النقل الترددي المنظم، والتفويج المرحلي، وتوزيع الضغط الزمني والمكاني للحشود، في واحدة من أدق مراحل الحج وأكثرها كثافة، حيث تشمل الخطة تخصيص مسارات ترددية مخصصة للحافلات بمعزل عن حركة المشاة، وتشغيل 100 حافلة مفصلية بسعة 125 راكباً للواحدة، بطاقة استيعابية تصل إلى 20 ألف راكب في الساعة، ما أسهم في تقليص زمن الرحلة إلى 20 دقيقة فقط، وتيسير أداء الطواف في وقت قياسي.

وكثَّفت أمانة العاصمة المقدسة الرقابة على «منافذ المشاعر» لمنع دخول المواشي للمنطقة، وتسربها بطرق عشوائية، عبر نقاط تفتيش، وُزعت جغرافياً لتغطي جميع المناطق، وبدأت المجازر ووحدات الذبح التي جُهِّزت بأحدث الأجهزة والآليات منذ أول أيام عيد الأضحى في استقبال طلبات الحجاج على لحوم الهدي والأضاحي، مؤكدة حرصها على توفير أداء هذه الشعيرة بطرق صحية وميسرة لهم، وإبعاد كل ما يمكن أن يتسبب في التلوث البيئي أو الأمراض من جراء الذبح العشوائي.