متابعة – التاج عثمان –
وسط أجواء يسودها الأمل و الإطمئنان ، إنطلقت نهار اليوم السبت إمتحانات الشهادة السودانية المؤجلة من العام 2023 بالولايات الآمنة ومراكز الإمتحان بجمهورية مصر العربية وبعض الدول الأخرى وسط إهتمام كبير من مجلس السيادة وولاة الولايات ووزراء التربية والتعليم ولجنة الإمتحان وسفراء السودان والجهات الأمنية المختلفة..
مع الطالبات:
ظهر السبت وقبل إنطلاقة الإمتحان بنحو ثلاث ساعات زارت الصحيفة أحد مراكز إمتحان الشهادة السودانية المخصص للطالبات السودانيات بمدرسة الأورمان بحي الدقي بالقاهرة , جموع غفيرة من الطالبات وأسرهم تدفقوا منذ الصباح الباكر لمركز الإمتحان لدرجة أن شرطة المرور المصرية أغلقت الطريق المؤدي للمركز, الطالبات أكدن جاهزيتهن للإمتحان حيث يجلسن في ورقة التربية الإسلامية, إحدى الطالبات وجدتها ومعها زميلتها وهما في طريقهما لمركز الإمتحان وهما تقومان بالمراجعة الأخيرة لمادة التربية الإسلامية أول ورقة في الإمتحان كما جرت العادة , سألتهما بقولي: هل أنتما جاهزتان للإمتحان؟ أجابت إحداهما ضاحكة:
(يا أستاذ نحن جاهزات منذ العام الماضي، لكن إلغاء إمتحان عام 2023 بسبب الحرب اصابنا بالإحباط حقيقة، والآن الحمد لله بجهود الدولة ووزارة التربية والتعليم والسفارة السودانية بالقاهرة ها نحن في طريقنا لأداء الإمتحان الأول في التربية الإسلامية والحمد والشكر لله).
وقالت زميلتها والتي كانت منهمكة في المراجعة النهائية:(أرغب في إرسال رسالة شكر وعرفان عبر صحيفتكم (أصداء سودانية) , وقالت رسالتي أخص بها السفارة السودانية بالقاهرة والمستشارية الثقافية، ووزارة التربية والتعليم الإتحادية، ومجلس السيادة وأجهزة الأمن المختلفة، وكل من أسهم وعمل لبلوغنا مرحلة الجلوس للإمتحان بعد أن أصابنا اليأس بعدم إنعاقده كما حدث العام الماضي.. والشكر لصحيفة (أصداء سودانية) لإهتمامها وزيارتها لمركز إمتحان الأورمان للوقوف على أحوال الطالبات السودانيات.. وأؤكد أن زيارة الصحيفة لنا ووقوفها مع الطالبات في أول ورقة يجلسن لها وهي ورقة التربية الإسلامية جعلنا نحس، ونحن نازحات لمصر، أن كل السودان يقف معنا في هذه المرحلة المهمة في مسيرتنا التعليمية، كما أن إهتمام أجهزة الدولة المختلفة ببورتسودان وطاقم السفارة السوداني يعد بمثابة حافز قوي لنا لعبور إمتحان الشهادة السودانية بنجاح”.
لاحظت تواجدا كبيرا لأمهات الطالبات حضرن لمؤازرة بناتهن الجالسات للإمتحان، ذكرن إنهن حضرن بمرافقتهن منذ الصباح رغم أن بداية الإمتحان عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر.. وأجمعن انهن لا يصدقن إنطلاقة إمتحان الشهادة السودانية بعد تأجيله العام الماضي بسبب الحرب، ولذلك هن مع بناتهن في غاية السعادة والعرفان للدولة والسفارة السودانية بالقاهرة ممثلة في المستشارية الثقافية، ووزارة التربية والتعليم وكافة الجهات الأخرى لتذليهم كل الصعاب.
نشير إلى أن عدد الممتحنين من الطلاب والطالبات السودانيين بجمهورية مصر العربية من الجنسين (28338)، موزعين على 18 مركز بأربع محافظات مصرية هيالقاهرة ــ الجيزة ــ الإسكندرية ــ اسوان.
وأكدت سفارات السودان في كل من مصر، والسعودية، وقطر، والامارات، وليبيا، واثيوبيا، وأوغندا، إكتمال كافة الترتيبات الفنية والتأمينية لإنعقاد إمتحان الشهادة السودانية المؤجلة من العام الماضي, من جانبها أوضح بيان للجنة المعلمين ان 60% من العدد الكلي للطلاب والطالبات الذين يفترض جلوسهم للإمتحان موزعين على 8 ولايات خارج الإمتحان بالكامل، وهناك 3 ولايات خرجت بصورة جزئية من جملة 18 ولاية بسبب الأوضاع الأمنية المعروفة للجميع.
تصريح خاص:
وفي تصريح خاص لـ(أصداء سودانية) أوضح السفير الزين إبراهيم حسين سفير السودان لدى اثيوبيا ومندوب السودان الدائم بالاتحاد الافريقي أن كل طاقم البعثة الدبلوماسية شهدوا ظهر أمس السبت بمباني السفارة السودانية بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا إنطلاق إمتحانات الشهادة السودانية المؤجلة من العام 2024 المنعقدة بمركز السفارة السودانية الذي يحمل الرقم 914, حيث حيا السيد السفير الطلاب الممتحنين لهذا العام على إمتداد ربوع السودان وخارجه، كما حيا مثابرة ومرابطة أولياء أمور الطلاب.
وثمن سعادة السفير دور السفارة المحوري في إستضافة ومراقبة الإمتحانات مع المدرسة السودانية باديس ابابا، متمنيا للطلاب التوفيق والنجاح في ظل الظروف والتحديات التي يواجهها السودان حاليا.. وترحم سعادته مع طاقم السفارة على روح المرحوم وزير التربية والتعليم السابق محمود سر الختم الحوري الذي بشر بقيام هذه الإمتحانات في مواعيدها.. كما ترحم بهذه المناسبة على أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم الغالية في سبيل حماية الأرض والعرض وكرامة الإنسان السوداني، موضحا أن إنعقاد إمتحانات الشهادة السودانية يعد تعبيرا عن الإرادة الوطنية والشعبية التي تعكس عزم السودانيين على كافة المستويات لإنجاز هذا الإستحقاق الوطني الكبير.
إهتمام رئاسي:
مجلس السيادة أولى الإمتحانات عناية خاصة، وقام نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار يرافقه وزير الداخلية اللواء شرطة معاش خليل باشا سايرين، بزايرة تفقدية لـ مراكز الإمتحانات بعطبرة أول أمس بحضور وزير التربية والتعليم المكلف د. أحمد الخليفة، ووالي ولاية نهر النيل د. محمد البدوي أبو قرون، ولجنة امن الولاية، ووزير التربية والتعليم بنهر النيل أحمد حامد، ولجنة امن الولاية, وبلغ عدد الطلاب والطالبات الممتحنين 18 ألف طالب وطالبة موزعين على 239 مركزا.
من جهته كشف د. أحمد البدوي والي ولاية نهر النيل أن الولاية تستضيف 21 ألف من الطلاب والطالبات الوافدين للولاية من بعض الولايات الأخرى والجالسين للإمتحان من ولاية نهر النيل، بينما بلغ عدد طلاب ولاية نهر النيل الجالسين للإمتحان 18 الف طالب وطالبة.
رغم الحاصل لازم نواصل:
تحت شعار (رغم الحاصل لازم نواصل) دشنت حكومة ولاية الخرطوم بحضور واليها أحمد عثمان حمزة البصات المخصصة لترحيل الطلاب الممتحنين للشهادة السودانية من وإلى مراكز الإمتحانات بكرري وأمدرمان، وبحري, وذلك بمبادرة من مواصلات ولاية الخرطوم، وغدارة النقل والبترول بالولاية، وإتحاد أصحاب البصات الأهلية والحافلات, وصرح رئيس الغرفة حامد محمد أحمد الهلالي أن الغرفة تبرعت بخدمة الطلاب ذهابا وإيابا حتى نهاية الإمتحانات, من جانبها اكدت وزارة الصحة ولاية الخرطوم جاهزيتها الكاملة حيث قامت حكومة ولاية الخرطوم بتدشين أعمال الفرق الطبية المشاركة في إمتحانات الشهادة السودانية.
الدامر وأبو حمد:
د. عوض الكريم المبارك المدير التنفيذي لمحلية الدامر ولاية نهر النيل وقف على الترتيبات المتعلقة بتهيئة مركز خاص بالمحلية بمدرسة الحديبة الثانوية الزراعية بالدامر، مشيرا إلى أن عدد طلاب المحلية الممتحنين 239 طالبا وطالبة.. بينما بلغ عدد الطلاب الجالسين بمحلية أبو حمد 2221 ــ اثنان ألف ومائتين وواحد وعشرين طالبا وطالبة، موزعين على 17 مركزا والتي إستلمت جميعها أوراق الإمتحانات قبل وقت كافي بالتنسيق مع اللجنة الأمنية بالمحلية.
ولاية سنار:
في تصريح لوزير الصحة ولاية سنار د. إبراهيم العوض احمد أوضح ان وزارة الصحة بالولاية قامت بتعقيم وتطهير مراكز الإمتحان بالولاية والبالغ عددها 26 مركز, كما أكد الوزير جاهزية مستشفى سنار التعليمي لإستقبال أي طارئ أثناء جلوس الطلاب والطالبات للإمتحانات، مشيرا تخصيص نقاط صحية بكل المراكز منها يتم تحويل الحالات الحرجة للمستشفى.
شمس.. قاهرة المستحيل:
6 ألف طالب وطالبة من اللاجئين السودانيين بتشاد كان يفترض جلوسهم لإمتحان الشهادة السودانية بالعاصمة التشادية إنجمينا إلا أن حكومة تشاد أصدرت قرار في غاية الغرابة بمنع جلوسهم للإمتحان داخل أراضيها, ما جعل حكومة السودان تصدر بيانا أعربت فيه عن أسفها وإستنكارها لهذا القرار.
الطالبة السودانية اللاجئة بتشاد شمس الحافظ عبدالله الحاج قهرت المستحيل وهزمت القرار التشادي وأصرت على الجلوس للإمتحان داخل بلدها السودان, شمس المسجلة ضمن الطالبات لإمتحان الشهادة السودانية بمركز الإمتحان بمدينة أبشي التشادية، تسللت من معسكر اللجوء وعبرت لوحدها الحدود التشادية عابرة عدد من الولايات السودانية حتى وصلت مدينة الدامر ليلة الجمعة لمدينة الدامر، وكان في إستقبالها وزير التربية والتعليم ولاية نهر النيل، د. أحمد وعدد من الوزراء والمسئولين بولاية نهر النيل, شمس هزمت قرار الحكومة التشادية وقهرت المستحيل وجلست للإمتحان بعد وصولها مدينة الدامر بيوم واحد فقط.
العراق:
الإمتحانات في العراق حالة خاصة جدا، فلأول مرة بعد 23 عاما جلس الطلاب السودانيين هناك لإمتحان الشهادة السودانية بعد توقفها بسبب الأحداث هناك.. حيث يجلس للإمتحان بالعاصمة العراقية بغداد 20 طالبا وطالبة، بعد أن تمكنت السفارة السودانية بالعراق تجهيز مركز الإمتحان بالتنسيق مع إدارة الإمتحانات السودانية والسلطات العراقية.
كينيا:
متابعات (أصداء سودانية) من العاصمة الكينية نيروبي تفيد أن بداية إمتحان الشهادة السودانية هناك تمت حسب ما توقع لها،حيث بلغ عدد الطلاب الذين جلسوا للإمتحان بنيروبي أمس السبت 28 طالب وطالبة, من جانبه أكد رئيس لجنة الإمتحانات الأستاذ خالد عبدالله أن أوراق الإمتحانات وصلت للسفارة السودانية بنيروبي قبل وقت كاف.
السعودية:
السفير كمال علي عثمان القنصل بالقنصلية السودانية العامة بجدة أكد إكتمال كافة الإستعدادات، وأن اليوم الأول إنقضى كما هو متوقع له نتيجة للإستعدادات المبكرة, وأشاد بجهود ومساعي المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن عدد الممتحنين من الجنسين بالمنطقة الغربية بلغ 2400 منهم عدد من النازحين بسبب الحرب.
يوغندا:
وشهد المركز رقم 911 بالعاصمة اليوغندية كمبالا انطلاقة امتحانات الشهادة السودانية الثانوية وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين نسبة للظروف الخاصة التي يعيشها السودانيون في مناطق اللجوء بسبب الحرب التي فرضتها المليشيا المتمردة والدول التي تساندها
