شئ للوطن -م.صلاح غريبة – المعركة الإعلامية.. سلاحنا الآخر لنصرة السودان
متابعة- منصة السودان –
لا شك أن السودان يعيش أزمة كبرى، تتطلب من أبنائه التكاتف والوحدة لمواجهتها. وفي خضم هذه الأزمة، تبرز أهمية المعركة الإعلامية كأحد أهم أدوات النضال، إلى جانب المعركة المسلحة. فالإعلام، بصفته نافذة على العالم، هو الذي يشكل الرأي العام ويوجه الأفكار، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على مجريات الأحداث.
إن الخطاب الإعلامي الذي تبنيه المليشيات، والذي يعتمد على الشعارات الخيالية والبعيدة عن الواقع، يهدف إلى تضليل الرأي العام وتجييش العواطف، بدلاً من تقديم حلول واقعية للمشاكل التي يعاني منها السودان. هذا الخطاب المتطرف لا يخدم مصلحة أحد، بل يزيد من حدة الصراع ويفاقم الأزمة.
لذلك، فإن مواجهة هذا الخطاب المضلّل تتطلب تبني خطاب إعلامي واعٍ ومبني على الحقائق والأرقام، يسلط الضوء على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحرب، ويعرض رؤية واضحة لمستقبل السودان. يجب أن يكون هذا الخطاب قادراً على توحيد وجدان الشعب السوداني، وتعبئة طاقاته الإيجابية، وإلهام الأمل في المستقبل.
إن المعركة الإعلامية ليست مجرد معركة كلامية، بل هي معركة من أجل بناء مجتمع واعٍ ومثقف، قادر على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصائبة. فالإعلام هو الذي يشكل الهوية الوطنية، ويحدد القيم والمعايير التي يحكم بها المجتمع.
لذلك، فإن الإعلاميين والمثقفين يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان. عليهم أن يكونوا حراساً على الحقيقة، وأن ينقلوا الصورة الصحيحة للأحداث، وأن يساهموا في بناء مجتمع ديمقراطي يرتكز على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
إن النصر في هذه المعركة الشاملة يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف. يجب على جميع القوى الحية في السودان أن تلتف حول مشروع وطني جامع، يهدف إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.
وفي هذا السياق، فإن الإعلاميين مطالبون بتقديم نموذج يحتذى به في الوحدة الوطنية والتسامح، وأن يعملوا على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وأن يساهموا في بناء جسور الثقة بين أبناء الوطن الواحد.
إن المعركة الإعلامية هي معركة حاسمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان. فالإعلام، بصفته سلاحاً فكرياً، قادر على تغيير مسار الأحداث وتشكيل المستقبل. لذلك، فإن الاستثمار في الإعلام، وتطويره، وتفعيل دوره، هو استثمار في مستقبل السودان.
إنني أدعو جميع الإعلاميين والمثقفين، وكل الشرفاء الأحرار، إلى الانخراط في هذه المعركة الحضارية، والمساهمة في بناء سودان جديد، يعتمد على العقلانية والحوار والتسامح، ويضمن لكل مواطن فيه العيش الكريم والكرامة.