انهيارات جزئية في سد النهضة الإثيوبي
وكالات ـ منصة السودان ـ
تصدر منصات التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية، حيث رصدت هايدي فاروق، مستشار ترسيم الحدود وقضايا السيادة الدولية، صورة عبر الأقمار الصناعية، والتي تكشف حدوث انهيار جزئي في سد النهضة، مخلفًا عدد من الصخور المتناثرة حول جسم السد، والتي ظهرت لأول مرة من خلال الأقمار الصناعية.
انهيار سد النهضة الإثيوبي
وقالت المستشارة هايدي فاروق، عبر حسابها بالفيس بوك، عن الصورة الملتقطة حديثًا لـ سد النهضة: “صورة من الأقمار ملتقطة لسد النهضة يوم ١٨ نوفمبر الجاري توضح انهيارات جزئية حدثت فيه..”.
وأثارت صورة الأقمار الصناعية التي كشفت عن وجود انهيار جزئي وأحجار متناثرة من سد النهضة جدلًا واسعًا بين المتخصصين، البعض أشار إلى أن الأحجار المتناثرة والمنهارة التي أظهرتها صور الأقمار الصناعية ظلال نهاية للسد، في حين أكد آخرون أن الصور الملتقطة حديثًا من الأقمار الصناعية تكشف تحلل صخور الحجر الجيري، وهي التي تسببت في تكسير وهبوط.
وعلق الدكتور ممدوح حمزة، مهندس استشاري، على صور الأقمار الصناعية فقال: ” هذا السهم يشير الي ظلال نهاية المصطبة، وقد صممت سد الموجيب بالأردن وأشرفنا علي تنفيذه وكان بنفس الطراز RCC، الذي يتم ارتفاعه بأسلوب المصاطب”
وردت المستشارة هايدى فاروق قائلة: “يا ريت بس تحاول تعرفنا شكل الأحجار المتناثرة والمنهارة ده، نقدر نفسره ازاي علما بأن الصور الملتقطة لنفس المكان في أبريل 2019 و2022 مختلفة والوضع كان مستقر”.
وأجاب ممدوح حمزة: “لا أرى أحجار متناثرة، ولا أي مظاهر لانهيار مطلقًا، لو هناك مشكلة اتزان وثبات ستكون في سد السرج، أما السد الرئيسي ليس به أي مظهر لانهيار، وأنا حصلت بالدراسة والأبحاث علي٢ ماجستير ودكتوراه في السدود، وصممت سدود في الجزائر وكينيا والأردن، وسد أسيوط وإسنا وأيضًا مرادف لنجع حمادي هذا تخصصي”
ورجح البعض أن تكون الصورة الملتقطة حديثًا لشكل انهيار سد النهضة، بسبب شقوق في باطن السد، الذي يقع على الأخدود الإفريقي، وأن وتسريب المياه كان بسبب الضغط الشديد على القشرة الأرضية من حمل المياه فكان التسريب وكان فتح المفيض.
وعلق الباحث التاريخي والأثري، الدكتور سليم فرج، على صورة الأقمار الصناعية لسد النهضة فقال: “الصورة توضح تواجد كتل من أملاح الكالسيوم، نتيجة لتغيرات فى التربة، أى نتيجة لتحلل صخور الحجر الجيرى، وهى التى لونتها أبيض، وهى سبب وجود تكسير وهبوط متعدد فى أجزاء كثيرة وبعضها تم ترميمه”
وتابع الدكتور سليم فرج “وبه كما بالصورة لون يميل إلى الاصفرار البسيط، وهى مناطق متصدعة ومرممة، أما اللون الأصفر فيشير إلى تواجد طبقات من الرمل والسيلكا فى أسفل يمين الصورة، تعلوها طبقة حجر جيرى مفتت، وطبقة من الاسمنت فى محاولة لترميم تأثيرات التفاعلات الكيماوية الناتجة عن بقايا الاشجار المتعفنة مع بقايا أحجار جيرية وطفلة”.
وقال سليم فرج: “أى أن الصورة توضح تواجد تراكمات من مكونات للتربة ليست متوافقة، ولا تمثل قوة تماسك طبيعية معها لتعرضهم جميعا للعوامل البيئية التي تحلل أغلب الصخور التى تظهر فى الصورة؛ إلى جانب وجود انزلاقات بسيطة فى المدرجات العلوية وإزاحة رأسية كما يظهر فى أسفل السهم الأحمر”
وتساءل سليم فرج “ما هي معدلات الأمان للسد (سد النهضة)، ما هي التأثيرات المحتملة للغابات التي غرقت مع التخزين؟، ما هي التكوينات الجيولوجية أسفل السد وما مدى ثباتها على مدار السنوات القادمة؟، ما هى تأثيرات كميات المياه الضخمة على تربة السد ومكوناتها الجيولوجية بحسابات ثقل أعمدة المياه على التربة؟، إذا عرفت الإجابة فستعلم سيادتكم أن السد ليس به أدنى معدلات الأمان، ولا يوجد ما يبشر باستمراره أكثر من 5 سنوات لينهار انهيارًا تامًّا”
سقوط الكهوف الحجرية واتساع الشقوق تحت سد النهضة
وأضاف الدكتور سليم فرج “أن ظهور التشقاقات الأفقية واضحة عام 2019، وظهور التغيرات فى مظاهر التربة العلوية كنتيجة لترسب أملاح تحتوى على الكالسيوم واضحة أيضًا بجلاء، عوامل التعرية والازاحات الافقية تتمدد بفعل الكهوف الحجرية، والتى تسقط ويندفع إلى أعلى، بدلًا منها مكونات التربة السفلى مثل عملية التعاقب الجيولوجى للتربة، مع بدايات محتملة لزلازل قادمة نتيجة لتحلل اعمدة الميته وتصاعد بقايا أحجار متأكلة ومتفتتة بجزيئات مشبعة بالأملاح المختلفة وأخطرها الأملاح الكبريتية وأملاح النترات الناتجة عن تحلل الاشجار والنباتات، مانقوله يقوله علماء الجيولوجيا وليس علماء الهندسة المدنية بل علماء الجولوجيا”.