منصة السودان الاخبارية
معك في كل مكان

الجندي.. إعلامي بدرجة (مشير) في متحرك إنساني (حوار)

  • (……..) أكتر مشهد مؤلم في الحرب

  • لن يقبل الشعب بأحزاب سياسية ساندت المليشيا

  • بصراحة ح أقول ليك حقيقة مواقف شيخ اللمين

 

قابلته في تلفزيون السودان.. شاب حيوي وهميم.. قلق جدا كأنه يطارد فكرة يجب أن تنفذ في الحال.. لكنه رغم هذا القلق لكنه دقيق ومرتب..
اجتماعي جدا..وناقد صريح ويقول الحق ولو على نفسه.. أدهشني بإدارته لعدة أنشطة في زمان محدود..لم أستغرب أن تصدر اسمه أصحاب (التكايا) ومشروعه(فكة ريق)..تجده في نشرات أخبار فضائية القاهرة الإخبارية برسائل من الميدان..وتذكرت (جانا) والجندي.. تواصلت معه عبر الواتساب أطلب محاورته رغم زحمته..أرسلت أسئلتي فجاءت اجاباته بعد زمن وجيز..وهذا هو عثمان الجندي..

استنطقه اسفيريا/ خليفة حسن بلة ــ 

 
* تميز عثمان الجندي بمصادر دقيقة وسبق صحفي.. فكانت (جانا) مصدرا للأخبار الموثوقة لكنك فجأة اتجهت بها للعمل الانساني؟
@ جانا الاخبارية كانت أول منصة اسفيرية تهتم بنقل الاخبار العاجلة من مصادرها ومن مواقع الأحداث.

*…………………؟
@ لكي تتحول لمشروع مؤسس وشامل للاخبار كانت تحتاج للتمويل، هنالك من تواصل لكن خطي المهني كان مصد ومانع لقبول تمويل مشروط في التناول المهني، جمعني لقاء برجل أعمال شاب من أبناء القضارف مهتم بالأخبار هو الأستاذ معتز الرفاس أسس منصة اسفيرية بأسم شبكة السودان الأخبارية واتفقنا أن يكون العمل الاخباري عبر الشبكة واتولى رئاسة التحرير، وضمت الشبكة عدد من الشباب الذين كان لهم دور في مواصلة الشبكة عملها، وطورت المنصة من فيسبوك اضفت لها موقع الكتروني ومنصة علي X تويتر سابقا واختصار حروف انجليزية للأسمSNN وشعارها “عين على الحقيقة”
لكن اسم “جانا” ظل حاضرا في المجال الطوعي حتي وصلت جانا مرحلة تسجيلها رسميا ضمن المنظمات العاملة في المجال الانساني.

* هل كان عندك رأي في عدم تأسيس عمل إعلامي خاص؟
@ مهتم كثيرا بالعمل في مجال الإعلام وضحيت بتخصصي العلمي وقرشت بكالريوس القانون، واهتمامي الأكبر الاخبار، وايضا الاهتمام بالجانب الاجتماعي من خلال عملي الاعلام، المقروء والمسموع والمرئي وصناعة المحتوى عبر اعلام المنصات الرقمية والمواقع الالكترونية، وبالمناسبة قبل الحرب كان هنالك عمل خاص بالانتاج الاعلامي وليس هنالك ما يمنع في المواصلة.

*الاتجاه للعمل الانساني كان خصما على عملك الاعلامي؟
@ وضعت خطة توازن قائمة على “اذا فرغت فانصب”، الأولوية للعمل الاعلامي لأنه يخدم جهود العمل الإنساني وطبقت ذلك في برامج بالتلفزيون القومي عبر برنامج البيت السعيد وكذلك في صفحة بصحيفة الصحافة انسانية باسم “تطوع تبرع” اهتمت الصفحة بابراز جهود المنظمات والمبادرات ونشر الحالات المحتاجة للدعم، اضافة لذلك كنت أطلق الأفكار والمبادرات وتنفذ جماعيا ولكل مبادرة نتوافق على قائد يقودها.

*أبرز مساهمات (جانا) في فترتها الأولى؟
قدمت “جانا الطوعية” خلال مسيرتها أكثر من 100 إنجاز يصنف من الانجازات الكبيرة اضافة لاعمال اخرى خدمت قطاعات كبيرة في المجتمع، وكان اهتمام “جانا” بالمرأة كبير وقدمت مشاريع لعدد كبير منهن لانتشالهن من دائرة الحوجة لدائرة الاكتفاء وكذلك اسمهت في مجال اصحاح البيئة والتعليم ولم شمل الأسر بإطلاق سراح عدد كبير من نزلاء الحق الخاص بالسجون وجمعناهم مع أسرهم، وكانت جانا أول مجموعة تتلقى دورة بالخارج في مجال مواجهة الكوارث والانذار المبكر ووصلنا لمرحلة اختياري في العام 2021 سفيرا للانسانية من قبل المنظمة الدولية للجهود التطوعية ومقرها بالولايات المتحدة الأمريكية، واختياري في هذا العام سفيرا للعمل الطوعي من قبل الاتحاد العربي للعمل الطوعي ومقره مملكة البحرين.

 

*عثمان الجندي كيف استقبل خبر الحرب؟
@ اتفقت يوم الجمعة مع جارنا نمشي صباح السبت للكدرو لشراء شتول أشجار مثمرة لأن لديه اهتمام بالزراعة وحاليا مزارع، وقبلها وصلني اتصال هاتفي من الزميل المخرج التلفزيوني د.حاتم بابكر وهو يسكن مجاور للمدينة الرياضية وبلغني بأن شرارة الحرب انطلقت، بلغت جاري المشوار ملغي وبدأت في تدابير احترازية لمواجهة الظروف التي ستطرأ نتيجة للحرب، وبسرعة اشتريت كهرباء بكمية كبيرة وسألت زوجتي عن نواقص ما يكفي شهرين وكتبت هي قائمة، وأسرعت لدكان الجملة واشتريت ما يقبل التخزين وتأكدت من اسطوانات الغاز وتوفير كمية أدوية لزوجتي المداومة عليها، وبعض الاحتياطات الأخرى.

* وهل كنت تتوقعها؟
@ نعم ونبهت كل ما يهمني أمرهم ومتواصل معهم بأن يدخروا استعدادا للحرب التي كنت اشاهد علاماتها واسمع تلميحات التهديد بها.

*……………………؟
@ يوم الأربعاء كنا مجموعة من الصحفيين معزومين افطار رمضان في منزل الزميل مهند الطيب، وبعدما همينا بالمغادرة الزميل اشرف قرشي وجه لينا الدعوة نفطر معه يوم السبت علقت قائلا ما بنلحق نفطر معاك ولا ح نعيد كما كنا نعيد.

*لم تغادر أمدرمان طوال فترة الحرب؟
@ نعم ولكني سارعت بأن تغادر اسرتي حتي لا يتأثروا بالحرب.. الرصاص المتطائر والقصف والأثر النفسي..

*………………؟
@ وقراءتي أن قطاعات التعليم والصحة والخدمات ستنهار سريعا وقد كان.. وانعدمت حتي ابسط مقومات العلاج، لم اتمكن من المغادرة لارتباطي بالعمل كمراسل تلفزيوني، اضافة لأهمية وجود مصدر دخل استطيع ان اواجه به متطلبات مابعد الحرب ومنصرفات الأسرة الكبيرة والصغيرة خارج السودان.

*أبشع ما فعلته المليشيا؟
@ دمرت أهم بنية للدولة ألا وهي الموارد البشرية.. فتكت بالمعلم والعلماء واغتصبت وشردت النساء أهم شِعبة من شعب ثبات الدولة.. عززت خطاب العنصرية وكثفت من لغة الكراهية.. ومنعت الناس ماضيهم وحاضرهم ذكرياتهم واستلهام المستقبل وهذا عسير رتقه قريبا.

*شاهدنا لك تغطيات ميدانية لصالح فضائية عربية.. هل واجهتكم مصاعب؟
@ نجوت من الموت المحقق مرتين.. المرة الأولى كنت اغطي معركة في الحلفايا قريبة من الجسر الذي يربط ضفتي امدرمان وبحري وكنت اصور وانقل الحدث من أم درمان لصالح قناة القاهرة الإخبارية التي اعتمدتني رسميا مراسل لها، اثناء التغطية سقطت بالقرب مني دانة وللطف الله لم تنفجر.. وأيضا ذهبت لحي العرضة لانتاج تقرير عن تضرر القطاع الرياضي بداية من نادي المريخ بالعرضة جنوب، بالفعل وصلت استاد المريخ المجاور لحي الدوحة وفي حساباتي أنه محرر من المليشيا وبدات اصور حجم الضرر، وشاهدت جنود المليشيا قريبين جدا لكن حفظ الله وعنايته ادركتني وسارعت بالمغادرة واستخدمت التخفي وراء اسوار الاستاد والمنازل وكان القناص يطلق رصاصاته لكن ليس في اتجاهي، ووصلت استاد الهلال مكان سيطرة الجيش والحمد لله انجزت المهمة استطعت تصوير فيديوهات من استاد المريخ رغم صعوبة الموقف، الاعلام العسكري التابع للجيش السوداني مشكورين سهلوا لنا كثيرا في التغطيات بالحماية والارشاد وكنت من أوائل الصحفيين الوصلوا سلاح المهندسين أثناء التقاء الجيشين وتوثيق معركة تحرير امدرمان والتلفزيون والاذاعة وقطع كبري الحلفايا بعد اكثر من 17 شهرا غياب وكل هذا بفضل الله ومساعدة الضباط والجنود بالاعلام العسكري مركز الشهيد عثمان مكاوي.

*هل تتفق مع من يتهمون بعض المراسلين السودانيين لفضائيات عربية في انحيازهم للمليشيا ؟
@ من خلال مشاهداتي ومتابعتي ديسك المراسلين الداخلي العاملين اثناء فترة الحرب نقلوا الأحداث بمهنية كما شاهدوها، والتمس العذر لبعض المراسلين الذين ظلوا في مناطق الحرب وتعرضهم لضغوط من المليشيا واحتجاز من الأجهزة الأمنية المختصة بغرض التحقيق، هذه الحرب فرضت واقع مغاير وصعب من ذي قبل فيما يخص التغطيات الميدانية، والامر يخضع لتقديرات يتحكم فيها الميدان والجهات التي تعلم ظروف المعركة.

* بمتابعتك لتغطية الفضائيات العربية للحرب.. كم نسبة التضليل فيها؟

@ هنالك فضائيات تنفذ أجندة دول تعادي الجيش السوداني وحاولت كثيرا لوي عنق الحقيقة باتاحة اكبر مساحة تغطيتها لمساواة الجيش والمليشيا في الفعل المخالف لقواعد الحرب والاشتباك.. واي حرب تصاحبها مخالفات لكن لدى المليشيا كانت نهج مخطط له وهذا ظهر جليا في غرب دارفور والجزيرة وسنار والنيل الابيض وكردفان والعاصمة من استهداف مباشر للمواطن.
لكن وعي الشعب هزم ذلك التضليل والتحامل على الجيش، من قبل قنوات لم تبرز للمشاهد بان هذه الحرب تستهدف المواطن كمثال ولم تهتم بان تبث انتهاكات المليشيا في حق المواطنين رغم عدم وجود قوات للجيش السوداني في القرى التي استهدفوها، ولكن هنالك أيضا قنوات تبث رسالتها بمهنية.

* هل تعتقد أنها مقصودة ومرتبة ومتفق عليها؟
@ نعم هذا مشروع تغيير كبير متفق عليه ومرتب على كافة الصعد.

* كيف تقيّم أداء تلفزيون السودان في فترة الحرب؟

التلفزيون حكومي ويقود خط واضح داعم للجيش وضد القوة التي تقاتل الجيش والشعب.. لكن الآن يعمل في مدينة بورتسودان بامكانات بشرية وتقنية وفنية تختلف عن الأمكانيات التي كانت بمدينة أمدرمان.

*ما المطلوب منه الآن؟
@ مطلوب من التلفزيون الاهتمام اكثر بالأحداث ومواكبتها خاصة تطورات الميدان عسكريا وانسانيا.. وزيادة فترات بث الوعي ومناهضة خطاب الكراهية والعنصرية في هذه الفترة الحرجة.

* عاد اسم الجندي بقوة في العمل الانساني من خلال تكية للمتضررين.. شنو الفكرة؟

@ “فكة ريق” مشروع انساني بدايته كان شاي لبن مع الزلابية للمتضررين من الحرب ثم توسع وافترعنا مسارات مصاحبة لمسار الغذاء هي (الكساء، الدواء والنماء) لخدمة المتأثرين من الحرب الذين فدوا لمناطق شمال أم درمان من مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع، ومساعدة بعض الأسر المقيمة اصلا بالمنطقة.

*ما الذي تقدمونه؟
@ تركيزنا على تقديم وجبات متنوعة يومية لأكثر من 300 أسرة بجدول وجبات (عدس، فول، ارز، مكرونة وسخينة مع كسرة).

*من هم المستهدفين؟
@ كل الأسر التي تضررت من الحرب.

*آليات التجهيز والتوزيع ؟
@ الحمد لله لدينا مقر تبرع به المتطوع بالمشروع مهندس حسين محمد حسين ملحق به مخزن نستخدمه لحفظ المواد ومكان للطبخ به كل المعينات المساعدة في أعداد الطعام.. وعدد 16 متطوع ومتطوعة، هنالك مسئول من الامداد وحشد الدعم وهنالك مسئول من المخزن والمطبخ ومسئول تقييم الحالات ومسئول التوزيع..ويتم التوزيع عبر بطاقات مرقمة بتسلسل توزع يوميا للمستفيدين حتى نضمن عدالة التوزيع.

*والتمويل؟
@ تكية “فكة ريق” كغرفة طوارئ تتلقى دعما ثابتا من السودانيين بالداخل والخارج، والمؤسسة التعاونية الوطنية التابعة للجيش السوداني، وراعي التكية عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ركن ياسر العطا.. ووصلنا دعم على فترات من حكومة ولاية الخرطوم وبعض المؤسسات الخاصة كشركتي زين وسوداني وقروب أهل الخير بقيادة الزميل الصحفي الدكتور مزمل أبوالقاسم.

*كيف برنامجكم اليومي في التكية؟
@ حسب الوجبة نبتدي العمل غالبا بعد صلاة العصر تجهيزات حش البصل وتكسير الحطب الذي نطهو به كبديل للغاز والفحم لارتفاع الأسعار، وعند الرابعة صباحا يتم اشعال نار الطهي وتبتدي عملية التوزيع من الساعة 8 صباحا حتى يتم غسل الأواني المستخدمة في الطهي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.