تحركات المبعوث الأمريكي لـ السودان .. البحث عن حلول لوقف الـحـ.ـرب
متابعة ـ منصة السودان ـ
تحركات جديدة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل المباحثات التي دعت لها في جنيف السويسرية وذلك بجولة جديدة يقوم بها مبعوثها لدى السودان توم بيرييلو لكل من الرياض والقاهرة وأنقرة، لما قالت إنها تجئ لمواصلة الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان فماهي خيارات واشنطن المقبله بشأن الأزمة السودانية في ظل تحركاتها الجديدة؟
(لايف ميديا) طرحت عدد من التساؤلات على قيادات سياسية وخبراء في المساحة التالية.
تقدير ترحيب :
وعقب وصوله إلى تركيا قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو
(أقدر الترحيب الحار من نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران، وغيره من المسؤولين الأتراك، والذي نشأ من إلتزامنا المشترك بالسلام، والوصول الإنساني، والكرامة لجميع الشعب السوداني، كان وقتي في أنقرة مثمراََ وأتطلع إلى العمل مع تركيا لإيجاد حلول للسودان في الفترة التي تسبق الجمعية العامة للأمم المتحدة وما بعدها.
تأكيد حرص :-
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، الذي وصل الثلاثاء للعاصمة المصرية القاهرة قد أكد حرص واشنطن على إعادة إحياء المشاورات مع قادة القوات المسلحة السودانية، فيما يتعلق بمسار الحل السلمي لوقف الحرب في البلاد.
وإلتقى بيرييلو ليل الإثنين، نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، في العاصمة الرياض في إطار جولة للبحث عن فرص إنهاء الحرب في السودان ومن المقرر أن يتوجه لاحقاً إلى أنقرة.
خيار واحد :——
يرى القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي خالد الفحل أن الولايات المتحدة الأمريكية إستنفدت كل الفرص للضغط على الحكومة لتوقيع إتفاق تسوية تضمن عودة المليشيات وحاضنتهم السياسية ولكن إصطدمت هذه المؤامرة بثبات موقف الحكومه التى رفضت تقديم أى تنازلات وتمسكت بتنفيذ إتفاق جدة…
وقال الفحل لـ ( لايف ميديا): لا أعتقد بأن جولة المبعوث الأمريكي توم بيريلو سوف تحقق أى تقدم نحو مشروع التسوية السياسية، ونوه إلى أن هنالك خيار واحد أمام المبعوث الأمريكي وهو تنفيذ إتفاق جدة دون حذف أو إضافة أو الحسم العسكري. ..
تزامن تحرك:—-
تأتي التحركات الأمريكية الجديدة في ظل إستمرار الأزمة السودانية وتجاوزها العام بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية وإستمرارها في ممارسة الانتهاكات وهي ترتكب مجزرة جديدة تضاف لمجازرها السابقه خلال الأيام الماضية بعدد من المواقع بولاية سنار راح ضحيتها عدد من المواطنين والجرحى.
كما تأتي التحركات الأمريكية بعد أيام من حثّ محققو حقوق الإنسان المدعومون من الأمم المتحدة على إنشاء “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين في حرب السودان، وذكر تقرير الفريق أنه: “نظراً لفشل الأطراف في حماية المدنيين حتى الآن، توصي بعثة تقصي الحقائق بنشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين في السودان”.
قضايا داخلية :——-
بدوره يقول رئيس قوى الحراك الوطني
د. التجاني السيسي إن خيارات أمريكا بعد مقاطعة الحكومة لجنيف أصبحت محدودة ولايري أن هنالك سياسة أمريكية واضحة تجاه الأزمة السودانية ويدلل أن التركيز الأمريكي الآن ينصب حول القضايا الداخلية إضافة للتعاطي خارجياً مع الأزمة الأوكرانية وقضية غزة..
ولفت السيسي في حديث لـ ( لايف ميديا) إلى أن أمريكا قد تلجأ إلى مجلس الأمن لإصدار قرارات منها إرسال قوات أممية إلى السودان أو تمديد قرار حظر السلاح ليشمل كل السودان لكنه يقول من الإستحالة أن يتوافق مجلس الأمن على هذا الأمر في ظل الاستقطاب الدولي المصاحب للأزمة الأوكرانية وموقف كل من روسيا والصين الرافض لأي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان.
وأضاف : يمكن أن تلجأ أمريكا إلى إتخاذ إجراءات أحادية مثل العقوبات ولكن ستكون آثارها على مسرح العمليات محدودة، وقال من الأهمية أن تبدأ الإدارة الأمريكية في إدارة حوار مع الحكومة السودانية حول حل الأزمة مع ضرورة الأخذ في الإعتبار أراء الحكومة حول مخرجات منبر جدة وتحفظاتها.
مطالب عديده:——
القيادي بالحرية والتغيير.. الكتلة الديمقراطية د. محمد زكريا يقول بالنظر
جدياً في شواغل الحكومة السودانية التي استعرضها وفدها المفاوض في لقاءات جدة الأخيرة والتي حالت دون مشاركتها في جنيف أهم هذه الشواغل من حيث القضايا البدء من حيث إنتهى إعلان جدة الى جانب المحافظة على هيكل الوساطة دون تغيير.
وطالب زكريا في حديث لـ ( لايف ميديا) واشنطن بخطوات أكثر جدية وصرامة ضد مليشيا الدعم السريع والإنطلاق من تعريف صحيح للحرب وهو تمرد الدعم ضد الحكومة السودانية وقواتها المسلحة واسقاط مفهومها الحالي أن الصراع بين طرفين وهو مفهوم يغالط الواقع ويقفز فوق الحقائق الماثلة للعيان.
كما طالب المبعوث الأمريكي بزيارة بورتسودان التي ستجعله يفهم تعقيدات المشهد السوداني بعمق ما يعزز من فرص نجاح الولايات المتحدة في الوصول الحقيقي لتحسين الأوضاع الانسانية بالضغط لجهة وقف إمداد المليشيا بالسلاح الذي تستخدمه في القصف العشوائي ضد المدنيين، وقال إن الولايات المتحدة مطالبة بإستصحاب الحوار السوداني.
نقطة خطأ :———
الكاتب الصحفي الهندي عز الدين قال إن
جولات المبعوث الأمريكي في دول الإقليم تكررت وتكاثرت دون فائدة ولن تثمر عن شيء ما لم يزر السودان ..
وأضاف عز الدين لـ”لايف ميديا” :هذا الرجل بدأ من النقطة الخطأ ولذا فإن مهمته حتى الآن لم تكلل بالنجاح، وأكد أن
محاولة فرض أجندات سياسية والتحكم في خيارات الشعب السوداني لن تحقق الهدف المنشود وهو إيقاف الحرب، ونوه إلى أن جنيف فشلت جنيف لأن أمريكا وحلفاءها يريدون فرض حلول ترغم الجيش السوداني على التسليم بواقع يخططه رعاة المليشيا لسودان ما بعد الحرب.
زيادة ضغط :——
وإعتبر المحلل السياسي منزول عسل أن الخطوة تعضيد لمباحثات جنيف فضلاً عن أنها تهدف لحشد الدعم لوقف إطلاق النار في السودان…
ويقول عسل لـ”لايف ميديا” إن السعودية ومصر دول فاعلة جداً في المنطقة و تؤثر بصورة مباشرة في ما يحدث في السودان وأن أثر الدولتان حاسماً لجهة أن السودان يعتمد بصورة شبه كاملة على السعودية.
وقطع بعدم إمكانية حل الأزمة في السودان دون مشاركة السعودية و الإمارات، وبشأن زيارة تركيا قال إنها تهدف إلى إقناع القيادة التركية بالضغط على القيادات الإسلامية المتواجدة في تركيا للتوقف عن عرقلة وقف الحرب…
وطبقاً لمنزول أن خيارات واشنطن بعد مباحثات جنيف، الضغط على الأطراف المتقاتلة للانخراط في التفاوض.
وتوقع زيادة الضغط على الحكومة و القوات المسلحة في الفترة المقبله خصوصاً بعد مقاطعة الحكومة لمنبر جنيف.
دعوة جديدة: —
بعد فشل كافة الجهود الدولية لوقف الحرب في السودان التي خلفت 14 ألف قتيل وشردت أكثر من 10 مليون سوداني كانت هنالك دعوة جديدة لمباحاثات في جنيف لكنها لم تحدث كذلك أي عملية إختراق لأزمة البلاد بعد مقاطعة القوات المسلحة السودانية لها وأختتمت دون الوصول لإتفاق وسط غياب سوداني رسمي ومشاركة مليشيا الدعم السريع.
خيارات أخرى :——-
الكاتبه الصحفية سمية سيد ترى أن الإدارة الأمريكية تعمل على بدائل وفق خيارات اخرى وتشير إلى أن المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو سيجتمع الجمعه مع قيادات من القوى السياسية المؤيدة للجيش وذلك بعد أن توصلت الإدارة الأمريكية إلى نتائج واضحة بعدم جدوى الاعتماد على (تقدم).
وتلفت سمية في حديث لـ”لايف ميديا” إلى أن أمريكا ترى ضرورة إبعاد الدعم السريع عن المشهد السوداني بعد استمرارها في الانتهاكات والفظائع الإنسانية بما يتعارض مع النهج الأمريكي والذي يظهر باعتباره الداعم للديمقراطية والحريات في العالم، وقالت إن أمريكا أحد محاورها البحث عن مخرج لدولة الأمارات ومحاولة غسل يدها عن دم السودانيين وذلك بترتيب حوار مباشر بين حكام الإمارات وقيادات الجيش السوداني إضافة لإهتمام الادارة الأمريكية بحوار ثنائي بينها وبين الجيش السوداني وهذا الأمر يتم الآن في سرية تامة.
مواصلة نهج :——-
أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية محجوب عثمان أكد لـ”لايف ميديا” أن خيارات الولايات المتحدة الأمريكية ستتوقف في حدود الضغوط السياسية والإقتصادية على الحكومة السودانية لإجبارها للامتثال للشروط الأمريكية، فيما أعتبر خبير دراسات السلام د. راشد التجاني زيارات المبعوث الأمريكي إلى انقرة والرياض والقاهرة مواصلة لنهج المبعوث الخطأ في حل الأزمة.
وقال أن الرحلات غير مجدية ولا تصب في حل المشكلة ولا تسهم في حلها بصورة مباشرة.
ونوه التجاني لـ”لايف ميديا” أن النهج الخطأ ظهر بوضوح الفترة الماضية عندما كان بيرييلو يتنقل بين الدول الأفريقية التي لا تؤثر كثير في حل الأزمة، بجانب فشل منبر جنيف لعدم قدرة المبعوث في إقناع الجيش بالذهاب أو تقديم ما يعين على نجاحها، وأكد أن المبعوث الأمريكي لا يتبع الإجراءات التي تقود للحل وأنه يدور حول حلول وتنقلات ماكوكية دون جدوى، مضيفاً أهم طرق حل النزاع تجاهلها المبعوث تماماََ ولا يتحرك فيها.
وتابع: إن أفضل طرق حل الأزمة السودانية البناء على اتفاق جدة لا سيما وأن أمريكا طرفاََ فيه، وأن الذهاب بعيداََ عن جدة من الخطأ.
وشدد على ضرورة البناء وتطوير منبر جدة ومعالجة العقبات والاشكالات التي تواجه تنفيذ الاتفاق.
إنجاز دبلوماسي:—
غير أن الخبير الدبلوماسي السفير السابق علي يوسف يقول لـ”لايف ميديا” أن الإدارة الأمريكية تسابق الزمن لتحقيق إنجازات في مجال السياسة الخارجية، وأن السودان واحد من المحطات التي يمكن أن يتم فيها بعض الإنجاز الدبلوماسي لأمريكا في أفريقيا لذلك يستمر الممثل الخاص في التحرك الخارجي، بعد أيام من فشل مباحثات جنيف.
وبحسب يوسف أن الخيار الأمثل لواشنطن لتحريك أي ملف لحل الأزمة السودانية يتم عبر منبر جدة وبالطريقة التي تمت بها من خلال المفاوضات غير المباشرة مع تطور طفيف يتمثل في إشراك الحكومة السودانية وليس الجيش إذا تم الإتفاق عليه.
ورهن نجاح وقف إطلاق النار في السودان عبر منبر جدة.
ويرى أن من الخيارات التي يمكن للادارة الأمريكية تنفيذها محاولة فرض ضغوط كبيرة على الحكومة السودانية من خلال تقرير لجنة تقصي حقائق حقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته إستبعد خيار إرسال قوات أممية لحماية المدنيين في السودان