مياه البحر الأحمر .. أزمة متجددة (١)

 

بورتسودان : أحمد عمر خوجلي

 

فجرت تداعيات إنهيار سد (أربعات)  قضية مياه  الشرب بمدينة بورتسودان وكل ولاية البحر الأحمر مجدداً وبقوة ، ، وقد ظل هاجس المياه في المدينة أحد الهواجس والمشاكل المزمنة التي أعيت المسؤولين في محاولات مداواتها .

خلفية عن المشكلة

 

تتمثل مشكلة المياه في مدينة بورتسودان في عدم وجود مصادر ثابتة للمياه العذبة ، عدا ما تجود به مياه الأمطار المتذبذبة التي تغذي خزان (أربعات) مصدر مياه الشرب الوحيد بالمدينة التي شهدت خلال العشرين سنة الماضية توسعا كبيرا في عدد السكان زاد من الحاجة إلى المزيد من المياه ، فقد زاد عدد أحياء المدينة من أحد عشر حياَ في العام 1964م إلى أكثر من 190 حيا الآن ، واصبحت عربات ( الكارو) تعمل كبديل لتوصيلات المياه العادية الرسمية بتجوالها داخل الأحياء ومدها بالمياه ، مقابل مبالغ ترتفع وتهبط حسب نظرية العرض والطلب، حيث يشهد فصل الصيف المعاناة بسبب ارتفاع الأسعار التي تجد الطبقات الفقيرة صعوبة في تحملها.

 

الاحتياج الفعلي

ويقدر الاحتياج الفعلي لسكان الولاية البالغ عددهم نحو مليون وتسعمائة ألف نسمة مضاف اليهم عدد الوافدين في عام الحرب الأخير من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار و كردفان ودارفور، وقد  أشار والي الولاية في حواره مع ( اصداء سودانية) إلى أن عدد سكان الولاية تضاعف ربما إلى ضعفين ، والاحتياج اليومي يصل إلى حوالي 200 ألف متر مكعب يوميا، وكان العجز قبل حركة  ومقدم الوافدين إلى مدينة بورتسودان والولاية عموما يصل إلى النصف.

 

سدود المياه بالولاية

 

وهناك العديد من مصادر المياه بالولاية أهمها السدود وفي مقدمتها سد (أربعات) وسد (موج) و(دم) و(سلالاب) ويخزنان كميات من المياه ولكن لا تتوافر فيهما خطوط ناقلة كما هو الحال في (أربعات) و(موج)،  وفي محلية سنكات نجد سدود (جبيت الأشراف) ، (تأوي) ، (تيتا) و (هابت) والتي تصل طاقتها الانتاجية مجتمعة إلى ثمانية ألف متر مكعب من المياه، ونجد في سواكن سد (هيدوب) ، وفي عقيق سد (طي) ، ومحلية هيا سد (قاديت) ، وسد (اوسيف) في محلية (اوسيف) ، وسد (كور) ويغذي محلية جبيت  المعادن فلا خطوط ناقلة ترصد حجم انتاجيته.

 

سد أربعات

 

تمّ اكتشاف خور أربعات في العام 1905م ، وبعد نحو 15 عاما بدأت عمليات حفر عدد من الآبار ، وفي العام 1925 م تم سحب أول انبوب رئيسي ، الآبار التي تم حفرها لا يزال بعضها يعمل حتى الآن وتواصل حفر المزيد منها مع السنوات وبحسب تزايد الحاجة، في العام 2004م انتهى إنشاء السد العلوي ل (أربعات) بسعة اجمالية 16 مليون متر مكعب ، أما السد الترابي (السد الرابع) فتبلغ سعته 5 مليون متر مكعب.وحدثت مشكلة في بوابات سد (أربعات) منذ العام 2004م أدت إلى تراكم الأطباء الشئ  الذي أدى إلى فقدان 75% من سعة السد التخزينية.,

 

محطات التحلية

تعتبر محطات تحلية المياه من المصادر المهمة للمياه بالولاية، ومنها محطة الشاحنات بورتسودان ،و محطة سواكن ، وتستفيد محلية سنكات من محطتي تحلية جبيت وسنكات ، وتمد محطة تحلية دونقناب محلية جبيبت المعادن ، ومحطة اوسيف ، و محطة تحلية سلبونا .