مقالات الرأي
أخر الأخبار

أزمات الغذاء والغلاء.. دمّرت دولا إسلامية كبرى وفجّرت حروبا دينية

يشهد العالم اليوم موجة غلاء ضخمة مصحوبة بتحذيرات أصدرتها هيئات دولية من أزمات غذائية قادمة ستسبب مجاعات في العديد من الدول الفقيرة، وذلك جراء الصراعات الجارية في بقاع عدة من العالم وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاساتها السلبية على حركة التجارة والتبادل السلعي وسلاسل التوريد والإنتاج الغذائي، مما قد يهدد بوضع دولي يقارب الأزمة الاقتصادية العالمية.

 

والواقع أن أشد تحدٍّ يمكن لأي دولة مواجهته هو تحدي “الإطعام من جوع” أو “الأمن الغذائي”؛ فهو أكبر عوامل انهيار الدول من داخلها حين يسمح للاضطرابات الاجتماعية والسياسية بأن تتمدد في أرجائها، وقد تدفع تلك الظروف إلى سقوط الدولة في الفوضى فتصبح “دولة فاشلة”، وهناك مِن الدول مَنْ يصمد بصعوبة وإجراءات قاسية.

 

وهذا المقال يضع بين يدي القارئ خبرة تاريخية منوعة وموسعة في الحروب الغذائية -وما تسببه من موجات غلاء ومجاعات- التي ضربت العالم الإسلامي طوال تاريخه وفي كل مناطقه وأقطاره، انطلاقا من أن تاريخ الحروب التجارية والأزمات الاقتصادية في العالم الإسلامي يتيح فرصة ثمينة لاكتشاف جوانب من التحديات الضخمة التي واجهت المجتمعات المسلمة، ومعرفة كيف كانت هذه المجتمعات تستجيب لتلك التحديات.

 

فالجماعة المسلمة الأولى في عهد الرسالة وُلدت وعاشت في وسط حروب متعددة لم تكن أنواعها التجارية والاقتصادية أقلها شأنا؛ فمن لحظة الحصار في “شِعْب أبي طالب” وحتى غزوة “دومة الجندل” -التي قادها النبي ﷺ من أجل حماية الطرق التجارية- ظلت الأبعاد المعيشية -وما تتطلبه من يقظة تمنع أي تلاعب أو تهديد اقتصادي- حاضرة في تفاصيل حياة المسلمين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock