بقلم – محمد سنهوري الفكي الامين –
في لحظة تاريخية فارقة، تتجه الأنظار نحو شراكة استراتيجية متجددة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، شراكة تتجاوز المصالح التقليدية لتعيد رسم ملامح نظام إقليمي ودولي جديد. هذا التقارب، الذي يراه كثيرون في أزهى مراحله، يجد قوته في الانسجام العميق بين رؤى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب، فكلاهما يحمل مشروعاً تحديثياً طموحاً يسعى لإحداث تحولات تتجاوز حدود بلديهما.
جوهر هذه الشراكة يتعدى الصفقات العسكرية أو التنسيق السياسي. ففي القمة الأخيرة، تم توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي التي تعكس إدراكاً مشتركاً بأن البلدين شريكان أمنيان أساسيان في مواجهة التهديدات الإقليمية. هذه الاتفاقية، المرشحة للتحول إلى معاهدة دفاعية شاملة، تضيف طبقة من الاستقرار السياسي وتمنع الانزلاق إلى فوضى تستفيد منها الميليشيات المسلحة، وتزامنت مع موافقة ترمب على تزويد السعودية بمقاتلات F-35، ما يمنح الرياض قدرة نوعية تعزز من قوة ردعها ودورها الأمني.
المزيد من المشاركات