مقالات الرأي
أخر الأخبار

شئ للوطن  م.صلاح غريبة علاقات السودان الخارجية، آفاق جديدة وتحديات قائمة

وجه رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بضرورة تعزيز علاقات السودان الخارجية وترقيتها، خاصة مع دول الجوار، بما يخدم مصالح البلاد العليا.

جاء ذلك لدى وداعه سفير السودان لدى كل من مصر وإثيوبيا، الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهيم حسين.

في البدء اتقدم وباسم الإعلاميين السودانيين بمصر بالتهنئة لسعادة الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوى بمناسبة ترشيحه سفيرا لجمهورية السودان بمصر، ونرحب بمقدمه الكريم ونقدم له وعد الإعلاميين السودانيين بمصر بالتعاون التام مع سعادته في أداء مهامه وواجباته الدبلوماسية.

منذُ سقوط النظام السابق عام 2019، يمر السودان بمرحلةً انتقاليةً صعبةً على كافة الأصعدة، بما في ذلك علاقاته الخارجية. حيث شاسعة في هذا المقال إلى تسليط الضوء على واقع هذه العلاقات، وآفاق تنميتها وتطويرها، مع التركيز على أهمية علاقات الجوار بالنسبة لمستقبل السودان.

تعاني علاقات السودان الخارجية من تراكماتٍ سلبيةٍ خلفتها الحقب الماضية، من عزلةٍ دولية ومديونيةٍ خارجية ضخمة، وصراعاتٍ داخلية أثرت على استقراره، ونرى بوادرَ تحسنٍ في ظلّ الحكومة الحالية، حيث انفتحت على المُجتمع الدولي، وسعت إلى إعادةِ علاقاتها مع الدول المُجاورة، رغم ظروف الحرب التي يشهدها السودان حاليا

تتطلب تنمية علاقات السودان الخارجية استراتيجية شاملة تراعي مصالحه الوطنية، وتعزز موقعه الإقليمي والدولي. وتشملُ هذه الاستراتيجية تعزيز الدبلوماسية من خلالَ بعثاتٍ دبلوماسية نشطة، وتفعيلِ التعاون الدولي في مختلف المجالات، مع بذل الجهد في جذب الاستثمارات عبرَ تحسين بيئة الأعمال، وتقديمِ حوافز للمستثمرين، والانفتاح على الأسواق العالمية، بجانب المشاركة الفعالة والمؤثرة في المنظمات الدولية والاقليمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، للدفاع عن مصالحه، وتعزيزِ دوره في حلّ النزاعات الإقليمية، بضرورة إعادة هيكلة الدين الخارجي، للحدّ من عبئه على الاقتصاد، وتحسينِ تصنيفه الائتماني.

تُشكل علاقات السودان مع دول الجوار ركيزة أساسية واستقراره وازدهاره، وتتيح له التعاون الاقتصادي من خلال تبادل السلع والخدمات، وتنفيذِ مشاريع مشتركةٍ في مجالاتٍ مثلَ الزراعة والبنية التحتية،وترتيبات الأمن والاستقرار عبرَ التعاون في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، بجانب التكامل الإقليمي من خلالَ التنشيط وتعزيز التفاعل مع التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مثلَ السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا).

إنّ تطويرَ علاقات السودان الخارجية مسؤولية وطنيةٌ تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع. وبِالتعاونِ والتنسيقِ بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، يُمكن للسودان أنْ يُعيدَ موقعه الإقليمي والدولي، ويحققَ التنميةَ والازدهارَ لشعبه.

تنتظر السفير العدوي الكثير من الملفات التي تساعد في تنفيذ توجيهات رئيس مجلس السيادة الانتقالي مع الجانب المصري وتوجد الدراسات والبحوث في أضابير وزارة الخارجية وسفارتنا بالقاهرة، فالأمر لا يتطلب سوى تفعيل وتنشيط هذه البحوث والدراسات.

وهمسة في اذن سعادة السفير القادم لمحطة القاهرة بضرورة إعادة افتتاح الملحقية الاقتصادية والتجارية في سفارتنا بالقاهرة بجانب تفعيل وتنظيم الملحقية الاعلامية وتعيين مستشار اعلامي قادم من الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام الاتحادية، وله مواصفات متطلبات التواجد الإعلامي بمصر والتعاون الإعلامي السوداني المصري حسب ضروريات التسارع الرقمي وتزامن الأحداث والتأثير الفعال للإعلام في مسارات العلاقات الدولية والإقليمية و التكامل السوداني المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock