ما بين (مفضل) و(صبير) .. مؤامرات تفني ودسايس تموت .. بقلم وعد الحق أمين
صامتون في عين العاصفة، يعملون بلا من ولا رياء. يقودون مؤسسات وطنية تشبعت بالخبرات العملية والأمنية، مما يؤهلها لتكون من أقوى المؤسسات الأمنية على الصعيدين الاقليمي الدولي، وواحدة من أهم أجهزة الاستخبارات في إفريقيا. بل وهي من أكبر المؤسسات الأمنية التي تمتلك القدرة على إدارة العمليات بكل تعقيداتها وبشكل احترافي، ولها خاصية وكاريزما تجعل منها قضية محورية لكثير من الأحداث والقضايا والأدوار التي تلعبها
(1)
إن ما تقوم به أجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية، من عمل كبير في معركة الكرامة، في صمت مبطن يحكي عظمة سعادة الفريق أول أحمد ابراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات، وسعادة الفريق ركن محمد احمد صبير، مدير هيئة الاستخبارات. فلكل منهما أجهزة وأفراد نفاخر بهم في محيط العالم، بأيديهم الطويلة وتفردهم في حب الوطن والعمل الأمني والاستخباراتي المهني والممنهج. فكل يوم في الحرب، نرى ونسمع ما يسر البال والفكر بعمليات نوعية أدهشت حتى الأعداء. في الوقت الذي ينظر فيه الآخرون إلينا في محنة الحرب شامتين وصامتين عن قول الحق، ومتخابرين ومفسدين، كانت نفوسهم تطوق إلى تفكيك السودان وتشظيه، مراهنين على تمزيقه. كما (وزغ ) نار سيدنا إبراهيم، يريدون سعيرها اشتعالاً. مع كل هذه المشاهد المأساوية والتآمر، كان هناك عمل كبير يتم بصمود وهدوء وحكمة لا تُرى بالعين المجردة.
(2)
تعرض الجنرالان “مفضل وصبير” مؤخرًا لمحاولات بائسة للدخول في معركة دون معترك، كان الهدف منها إقصاؤهم من المشهد واقتلاع شخصيتهما من جهات معلومة المصدر. فمن يشكك في ولاء وإخلاص الرجلين للمؤسسة العسكرية والأمنية فهو مريض يحتاج لجلسات علاج نفسي عاجلة. الفريق اول مفضل والفريق صبير من خيرة أبناء المؤسسة العسكرية، وأنجح الكوادر التي تتعامل بمهنية عالية. رجال تسكنهم المؤسسة العسكرية والأمنية، ويسكنوها حب وإخلاص ووطنية ونزاهة.
(3)
ومع كل ذلك التخازل والإحباط، إلا أن الرجلين ينتهجان خارطة طريق جديدة وأسلوب غير تقليدي، وهو صميم عمل الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن والمخابرات (توقع الا : متوقع). فقد نجح الرجلان في إصدار نموذج عالي الجودة في التعامل مع أكبر وأخطر ملفات الحرب، بمعرفة المتحكم والخبير ببواطن الأمور. والأمثلة كثيرة، والتنسيق المتكامل بينهما جعل المستحيل ممكنًا. فكيف يكون الحال والمؤامرات تحاك سرًا وعلانية، ويتصدون لها بروح وطنية في المحافظة على تماسك الجبهة الداخلية؟ هناك من راهنوا على زوال دولة السودان، وأعلنوا ذلك صراحة، ونسوا أن هناك فرقاء وجنرالات الجيش السوداني لهم كلمة الدهاء الأخرى بحروف هادئة، دخلت تاريخ النضال كدروس جديدة في علم الأمن والاستخبارات. بدءًا من صمود اللحظة الأولى للحرب، مرورًا بإجلاء الرعايا، ومن ثم الإعلان عن حرب ومعركة الكرامة باستبسال الجندي السوداني، والتنسيق بين جهاز المخابرات وهيئة الاستخبارات وبقية المكونات العسكرية. ثم التعامل مع الكوارث الطبيعية، ووصل الأمر لتطبيق فعلي للأمن الصحي والغذائي وتأمين المواسم الزراعية. نعم، فقد عملت المليشيا المتمردة على إفشال الموسم الزراعي، ولكن هيهات! ومن ثم الترويج لعفو السيد القائد العام للقوات المسلحة ومحاورات السلام في كل المنابر الأممية و الدول الصديقة
(4)
تواجد جهاز المخابرات وهيئة الاستخبارات في كل شبر، والإمساك بكل الملفات هو دليل طمأنينة وحماية. وعودة قيادات ومستشارين من المليشيا إلى صوت الحق، وآخرها عودة كيكل وقواته إلى حظيرة الوطن، وآخرون يسلمون أنفسهم وملفات أخرى في التأمين والمعلومات وتحرير الأسرى، والتعامل معها بهدوء ورؤية يجب الإشارة إليها.
(5)
أخيرًا، سيشهد التاريخ أن الفريق أول مفضل والفريق صبير يقودان جهاز المخابرات وهيئة الاستخبارات في واحدة من أصعب المراحل التي تمر بها البلاد، في ظل الحملة الشرسة التي تهدف لتفكيك المؤسسات الوطنية. فإن كانت المحافظة على هذه المؤسسات في الظروف الراهنة إنجازًا، فإن قيامها بمهامها يعد إعجازًا. نعم، أعلنها الفريق مفضل والفريق صبير أن القائد موجود، والوقت للعمل، فقط يحتاجون إلى صلاحيات وآليات وأيدي تعاضد. فيبقى السؤال: عودة الاستخبارات والمخابرات من جديد، هل هي بداية لأدوار قادمة؟
(6)
الفريق أول مفضل و(الفريق صبير) لا يحتاجون منا كلمات تُضاف إلى سماحتهم الشخصية أو السياسية ولسنا هنا لاستجداء عواطفهم ونيل رضاهم. فما يتحملونه الآن أصعب من أي وقت مضى. فعندما يعمل الرجل بصمت وتجرد، فهذا يعني الحنكة والخبرات الاستراتيجية في ميادين المعارك. فالرجلان أحبهم الجميع . بزتهم العسكرية التي تفوح منها عرق العسكرية المنضبطة، رمزًا وسيادة. لم تغيرهم حساسية المهام، كتابه مفتوح للقراءة، لخلوه مما يوجب التواري أو الإخفاء. هاماتهم مرفوعة في وجه أي مجرم، ويعملون في ظروف استثنائية تحت ضغوط. يبقى الحديث عنهم تحديًا لمن يعرفون ببواطن الأمور. فقد نختلف أو نتفق معهم، إلا أن الأمانة تقتضي أن نقول بالصوت العالي: (شكرًا مفضل، شكرًا صبير) لما قدمتموه من نموذج مميز في إدارة الملفات الأمنية. حملتم سيرة حسنة ستبقى في ذاكرة الوطن (السودان).