مأسي الجزيرة .. مواطن ينعي 45 من أفراد عائلته
متابعة ـ منصة السودان ـ
عاشت العديد من الأسر السودانية في ولاية الجزيرة أيام من الحزن و القهر عقب فقدانهم لأهلهم و أحبائهم و جيرانهم ، وتشهد مدينة الهلاية أحداث مؤثرة بعد تطويق الدعم السريع للمدينة و قتل مئات السودانيين بدم بارد ، حكى هشام أبو صباح المشرف مأساته مع الحرب بفقدانه لعدد 45 من أفراد أسرته في أيام معدودة بولاية الجزيرة مدينة الهلالية خلال أقل من إسبوع ، و نعى هشام عدد من أطفال و نساء و رجال من عائلته ، على صفحته الشخصية بالفيس بوك
يقول هشام بحزن عميق: “بقلوب راضية أنعي إليكم أسرتي آل المشرف بمدينة الهلالية”، مضيفاً قائمة طويلة بأسماء أفراد عائلته الذين فقدهم، منهم أعمام وعمات وأبناء عموم وأطفال لم تتجاوز أعمارهم السنوات الأولى، إضافةً إلى نساء وأمهات حوامل.
الهلالية، التي كانت سابقًا موطنًا آمنًا لأبنائها، أصبحت اليوم مكانًا تكتنفه المعاناة، حيث تدمرت البنية التحتية للمدينة بسبب الحرب، وانقطعت عن أهلها الخدمات الصحية والغذائية الأساسية.
وبسبب صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، يتفاقم الوضع الإنساني فيها، مما يدفع السكان نحو مستويات غير مسبوقة من الحرمان والنزوح.
هشام، الذي لم يعد أمامه سوى رفع دعواته، ختم نعيه المهيب بعبارة: “حسبنا الله ونعم الوكيل.. معبرًا عن مشاعر الغضب والأسى العميق التي تتملك الناجين من أهوال هذه الحرب.
هذه المأساة التي عاشتها هذه الأسرة، تعد إحدى صور المعاناة التي يعيشها أهالي السودان بشكل عام، وبلدة الهلالية على وجه الخصوص.
وفي ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وحاليا، تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ انشقاق القائد أبوعاقلة كيكل، عن الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، تحولت ولاية الجزيرة إلى ساحة للهجمات الانتقامية للدعم السريع.
وخلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.