العيش السوداني أو الرغيف السوداني هو جزء أساسي من جميع الوجبات السودانية، ولا يمكن تصور المطبخ السوداني دون العيش البلدي، الذي يؤكل أحيانًا حافًا وهو حار من الفرن، أو في شكل سندوتشات تُحشى بما لذ وطاب من الطعمية، أو الفول، أو الطحنية، أو سلطة الأسود السودانية، وغيرها من الوصفات التي لا تكتمل في السودان إلا برغيف الخبز، الذي يُصنع بالأساس لتؤكل به “الملحات السودانية” المعروفة، جنبًا إلى جنب مع القراصة والكسرة، صنوا العيش في الصينية السودانية.
العيش السوداني مكوناته بسيطة للغاية، فهو يصنع من دقيق القمح، والخميرة، والقليل من الملح والسكر، وبعض الزيت الذي يمنحه السمار الجميل المميز والطعم المقرمش. وتقليديًا يخبز في الفرن البلدي، ثم دخلت الأفران الحديثة في صناعته.
وأينما حل السودانيون، فإنهم لا محالة سيحملون معهم مخابز صناعة العيش السوداني. صارت المخابز، التي يسميها السودانيون “الأفران”، تجارة رائجة في دول اللجوء السوداني، فهي لا توزع للسودانيين وحدهم، بل نال هذا الرغيف استحسان أصحاب الأرض الذين أكرموا السودانيين بالضيافة، فرد السودانيون بعض الجميل بالعيش اللذيذ.
استقبلت جمهورية مصر العربية أكثر من نصف مليون سوداني منذ اندلاع الحرب في السودان، وبطبيعة الحال كانت الأعداد الضخمة للسودانيين الوافدين فرصة مواتية للمستثمرين لفتح محلات الأفران حتى تقدم العيش السوداني للوافدين. ولكن المفاجأة كانت في أن المصريين أنفسهم صاروا من الزبائن المعتادين.
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي عديد المنشورات التي تتحدث عن اكتشاف المصريين للعيش السوداني، الذين فضلوه على الرغيف السوري واسع الانتشار في مصر، وصار العيش السوداني منافسًا حتى للعيش المصري، صاحب الأرض والجمهور.
الكاتب الصحفي المصري ورئيس جمعية “مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك”، محمود العسقلاني، يقول في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن “العيش السوداني يكسب”، ويصفه بأنه أروع من العيش السوري والصنمول العراقي. لم ينسَ العسقلاني أن يدعو للسودان بالسلام والأمان وهو يشارك صورته من أمام أحد المخابز السودانية في مصر.
وفي منشور آخر، ينصح المصري مجدي عطا بتجربة العيش السوداني مع الطعمية في الصباح، قائلًا إنه يذكر بالعيش الفينو “بتاع زمان”، مشددًا على أن من يجربه لن يأكل غيره.