أبو عاقلة كيكل .. جدل المصالحة و المحاكمة ..
كيكل جدل المصالحة و المحاكمة ..
عثمان ميرغني يطالب قوات المليشيا في المصفاة بالإستسلام مثلما فعل كيكل
الطاهر ساتي يؤكد : كيكل إستسلم مكرهاً
أسامة عبد الماجد : خروج كيكل من المليشيا يخصم من رصيها العسكري و القبلي
تقرير ـ منصة السودان ـ
يعتبر السلم في العالم عموماً وفي القارة الأفريقية خصوصاً مسألة جوهرية للأفراد والجماعات والدول، وعليه فإن السُّبل كلها المؤدية إليه بما في ذلك مصالحات ناجحة أو أخرى متعثرة هي مكسب للإنسانية ؛ وتتقاطع النماذج الأفريقية المتنوعة كحالة رواندا مثلاً مع غيرها من تجارب العالم الحية في كونها جسراً للعبور إلى الأمن والاستقرار ، ويعتبر إستسلام أبو عاقلة كيكل و عفو قائد الجيش عنه خطوة في إتجاه تحقيق النصر و السلام و الإستقرار ..
ملاحظات حول الإستسلام :
قال الكاتب الصحفي أسامة عبد الماجد أن استسلام المتمرد بمليشيا الدعم السريع ابو عاقلة كيكل بمثابة ضربة قاضية للمليشيا وقائدها حيث كان يضفي على الجنجويد بعض من صفات القومية كونه من ابناء الوسط.. وشكل انضمامه للمليشيا اضافة كبيرة لها ، وبالتالي فان خروجه عنها يخصم منها كثيرا على الصعيدين العسكري والجهوي بحيث لن يتبعها الكثيرين من ابناء الوسط بشكل عام والبطانه والشرق على وجه الخصوص ، مشيرا الى ان الخطوة تبدو استسلام وليست تفاوض.. قال : وإن كان الاخير لا ينتقص من الجيش.. ويتضح ذلك من بيان الاخير الذي جاء فيه :” ان كيكل وقواته إنحازوا لجانب الحق والوطن.. بعد أن تكشف لهم زيف وباطل دعاوى مليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتمرير أجندة إجرامية دولية وإقليمية لتدمير البلاد أرضاً وشعباً ومقدرات”.. وأضاف البيان:” ترحب القوات المسلحة بهذه الخطوة الشجاعة من قبلهم وتؤكد أن أبوابها ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة.. وذكرت بالعفو الرئاسي على كل من يسلم نفسه.
نصرا غير مسبوق :
وأفاد عبدالماجد بحسب مقال صحفي له ان عثور القوات المسلحة على كيكل حيا نصرا غير مسبوق، ويقوي من موقفها العسكري والعملياتي من خلال الاستفادة من المعلومات بحوزته.. وذلك ان كل عمل المليشيا وخروجها من الخرطوم وتمددها في ولايتي الجزيرة وسنار كان بتدبير كيكل.. وبالتالي فقدت المليشيا القائد المؤثر .. وهذا مؤشر صريح ان المليشيا في طريقها للانهيار في الوسط.وسيتبعه خسارتها في كل ميدان ، موضحا أن استسلام كيكل سيضيق الخناق على المليشيا ويحصرها في سنار والجزيرة ف ثلاثة خيارات.. اما الاستسلام وهو متوقع بشكل كبير في اوساط المقاتلين من ابناء الجزيرة .. او الانسحاب فورا الى دارفور وذلك لأن العودة الى الخرطوم يعد انتحارا.. والخيار الأخير مواصلة القتال وهذا يعني فناء المليشيا وذلك لأن كيكل بحوزته معلومات الميدان ، يعتبر أسامة ان خطوة كيكل استمرار للضربات الموجعة للمليشيا.. وكانت الضربة القوية ،الهزيمة النكراء في جبل موية والتي اقر بها الباغي الشقي حميدتي.. وهذا مايجعل المنضمين للمليشيا خلال العام الجاري يخرجون من صفوفها وينضمون للقوات للمسلحة.. وهذا مؤشر ان المليشيا الى زوال قريبا.
التعامل السريع :
ودعا أسامة الحكومة الشروع فورا في كيفية التعامل مع ملف كيكل وقواته.. فهو ليس مجرد قاتل مأجور وجنجويدي.. لانه يتبنى قضايا السياسة والتهميش قبل الحرب حتى ولو كان مدعيا مثل الكثيرين في حركات دارفور.. اذ يتبنى خطاب التهميش ومطالب أهل البطانة، حيث قال في كلمة خلال لقاء جماهيري نظمه منبر البطانة في 2021: “نحن نريد لمنطقة البطانة أن تكون ممثلة في كل الوحدات النظامية والمجلس السيادي والانتقالي لأنها المنطقة الوحيدة المهمشة في السودان، حيث بدأ التهميش بتقسيمها بين خمس ولايات، وإذ تمتلك المنطقة موارد اقتصادية هائلة فإن جميع ذلك يذهب لغيرها ولا يظهر في تنميتها ولا بنياتها التحتية”.. وأرسل تهديدات صريحة : “إن لم نحصل على حقنا بوقفتنا وبسلميتنا هذه، سنأتي به بمروقنا وسنأتي به بالسلاح”.
هروب ال دقلو :
قال الكاتب الصحفي الطاهر ساتي ان كيكل لم يستسلم طوعا بل مكرها ، باعتبار أن الخيار بعد الحصار كان الاستسلام أو الإنتحار ، مبيناً أن مصير كيكل ينتظر كا زعماء ال دقلو بكل محاور القتال ، بينما قالت القيادية في الحزب الاتحادي الديمقراطي أن إستسلام كيكل يصب في خانة الدولة القوية التى توهم بعض الصغار أنها سهلة التناول و الإبتلاع ، في السياق قال الكاتب الصحفي فتح الرحمن النحاس أن القصاص من المتمردين أمثال كيكل يعني ان تضخيات الشعب و الجيش لم تذهب هدراً ، بإعتبار أن التسامح قد يغري أخرين بالتمادي في جرائمهم واستدل بالأية الكريمة ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون
قوات درع السودان :
يجب استصحاب ان ابوعاقلة اسس مليشياته ” درع السودان” كردة فعل على اتفاق سلام جوبا.. ونظمت أول نشاط لها عرضاً عسكرياً بمنطقة الجبال الغُر في سهل البطانة.. ويومها قال : “إن الواقع القائم هو الذي فرض إنشاء هذه القوة لتحفظ الأمن وتعيد التوازن الاستراتيجي بالبلاد، في ظل اتفاقية جوبا التي ظلمت وسط وشمال وشرق السودان وكانت سبباً في قيام درع السودان”.. وعودته رسالة في بريد الحركات المسلحة.
ضربة للمليشيا :
في السياق قال الكاتب الصحفي محمد وداعة ان استسلام كيكل ضربة قوية فى خاصرة المليشيا و تأكيد على قدرات الاستخبارات السودانية ، حيث اثارت عملية كيكل الذهول و الصدمة على المليشيا و حلفاءها و اذيالها ، العملية رسالة قوية تدحض تخرصات قادة المليشيا عن قوميتها ، مبينا ان العفو عن الحق العام بشروط او بدونها لا يصادر الحق الخاص ، لأن التنازل عن الحق الخاص مقيد بالقانون و بارادة الضحايا و المتضررين ، مبينا ً ان مبادرات العفو الخاص ارتبطت بالاعتراف بالخطأ والحقيقة و المصالحة ، موضحا بأن ضحايا المتمرد كيكل فى الجزيرة لا تقارن بمجازر عبد الرحمن جمعة فى الجنينة ، بينما طالب الكاتب الصحفي و المحلل السياسي عثمان ميرغني جميع قوات المليشيا داخل مصفاة الجيلي بإنتهاج نفس النهج الذي إنتهجه كيكل ، بإعتبار أن هذه الخطوة تقود للسلام بصورة مباشرة و تفتح خط الامداد من الجيلي حتى كوبري المك نمر ، مشيرا الى أن الدعم السريع كل ما انتصر كلما كثرت نيران الحرب عكس الجيش الذي كلما اقترب من النصر يقترب من السلام
فاتحة بشريات :
بينما يرى الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم شقلاوي ، يعد استسلام القائد ابوعاقلة كيكل فاتحة بشريات ننتظر إتساعها وهو بلا شك نتيجة لعملية استخباراتية متقدمة ومعقدة قامت بها استخبارات الجيش قبل شهور طويلة وينتظر أن نرى استسلام آخر لعدد من القيادات في أماكن ومحاور أخرى استجابة لندا الوطن وحقنا لدماء
وأشار شقلاوي ان كيكل استفاد الذي كان قد أصدره الرئيس البرهان يؤكد تصورى الذي نشرته لكيفية نوقف الحرب عبر ما أطلقت عليه الحافز الايجابي بالعفو المشروط لمليشيا الدعم السريع بأن يستسلموا ويلقوا السلاح ويخرجوا من المنازل والاعيان ويقبلوا بحل الدعم السريع ويخرجوا المرتزقة من البلاد.
العفو عن الدعامة :
انطلق تصورى للحل كيف نوقف الحرب بالحافز الايجابي عبر العفو المشروط من ايتي سورة المائدة رقم ٣٣ و٣٤ ,مع استصحاب تصرف النبي الرسول الخاتم مع مشركى مكة الذين قاتلوه وأخرجوه ومنعوه من العمرة فوصفها القرآن بالفتح المبين
اقترح ان يصدر الرئيس البرهان ما اطلق عليها النداء الاخير بالعفو عن أي دعامى او سياسي سياسي ساعدهم واعتذر وليكن مدة العفو اسبوعين فقط وان يوجه نداء خاص بذلك الي عثمان عمليات لان احد الضباط الكبار السابقين قال لي عنه ضابط محترم فقط اتخذ الطريق الخطأ