زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي .. خطوة نحو تلمس قضايا البلاد
تقرير : عاكفة الشيخ بشير –
قام وفد من بعثة مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد الافريقي برئاسة السفير محمد جاد سفير مصر لدى اثيوبيا المندوب الدائم لدى الاتحاد الافريقي والرئيس الدوري لمجلس السلم والامن الحالي بزيارة للبلاد ، وتعد الزيارة الأولى من نوعها منذ عام ٢٠١٥م باعتبارها الزيارة الأولى للمجلس منذ اندلاع الحرب ، وتعد هذه الزيارة خطوة إيجابية جديدة للاتحاد الإفريقي نحو السودان بعد تعليق عضويته في السادس والعشرين من أكتوبر عام ٢٠٢١م ونقطة تحول في علاقة الطرفين.
وتأتي الزيارة لبحث ملف حرب مليشيا الدعم السريع المتمردة وسبل إنهاء الأزمة السودانية، وحفلت الزيارة بالكثير من الأحداث عبر لقاءات الوفد لعدد من المسؤولين بالبلاد واللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني والقوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني .
وحفلت الزيارة بالكثير من الاحداث للتعريف بما يجرى في السودان باعتبار أن مجلس السلم والأمن الأفريقي هو أحد اهم أجهزة الاتحاد وأن السودان لم يغب عن أجندة اجتماعاته
وابتدر الوفد زيارته باجتماعات مكثفة مع المسؤولين بمجلس الوزراء .
واستمع الوفد لشرح تفصيلي من رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول مختلف الملفات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية .
وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي للوفد إن ما يتعرض له السودان يمثل استعمارا جديدا وإن تجاهل الاتحاد الافريقي للازمة التي يعيشها شعب السودان ناتج من عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة مشيرا إلى رفضه السيطرة على السودان بواسطة جهات أجنبية تستخدم المليشيا في حربها ضد البلاد .
وأضاف إن المليشيا الإرهابية المتمردة تعمل على مهاجمة المدن الآمنة وتنتهك حرمات المواطنين وتنهب ممتلكاتهم مشيرا إلى أن كل العالم شاهد كل ذلك ولم يحرك ساكناً.
وأبدى عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر لدى لقاءه الوفد تحفظا على المواقف السالبة وغياب صوت العديد من الدول الأفريقية وصمتها عما يدور في المشهد السوداني وعدم تقديم إدانة واضحة لانتهاكات مليشيا الدعم السريع الإرهابية فضلا عن الدول التي اسهمت في دعم ومساندة هذه المليشيا المتمردة الأمر الذي اسهم في إطالة أمد الحرب الدائرة بالبلاد .
وأكد حرص السودان على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني والانفتاح على كافة المبادرات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وفرض سيادة الدولة السودانية وحفظ كرامة الشعب السوداني .
وأكد سيادته إلتزام حكومة السودان التام بالعمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها وتسهيل عمل الفرق الاغاثية مشيرا الى أن السودان ليس به مجاعة وان ما يحدث سياسة تنتهجها بعض الدول لتمرير اجندتها للتدخل في الشأن السوداني بما يخدم مصالحها.
وأكد القائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ، رئيس حركة تحرير السودان للوفد رفض السودان القاطع للتدخلات الدولية والإقليمية السالبة وخاصة تدخلات بعض الدول التي تساهم في زيادة إشعال الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري لمليشيا الدعم السريع المتمردة .
وقال أن الوفد جاء حاملاً رسالة من مفوضية الاتحاد الإفريقي مفادها سعي الاتحاد للوصول إلى وقف إطلاق النار والوصول الى حل وفقا لخارطة طريق محددة وطرحنا عليهم رؤيتنا بأن تتم الحلول وفق الإرادة السودانية باعتبار الأطراف الدولية والسودانية أطرافا مساندة للحل وليست أطرافا للتدخل وقد أوضحنا رؤيتنا خاصة في إقليم دارفور للحلول وقدمنا شرحا عن الأوضاع الإنسانية التي نجمت عن حصار الفاشر من قبل المليشيا .
وأضاف “طالبنا الوفد بضرورة رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي” .
وقدمت اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني برئاسة النائب العام مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور ، شرحا تفصيليا للجرائم والانتهاكات التي وقعت اثناء الحرب التي ارتكبتها المليشيا المتمردة إضافة الى إحصاءات الدعاوى الجنائية المقيدة لدى النيابة العامة وتلك التي تمت إحالتها للمحكمة.
وأبدت ملاحظاتها على تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة من قبل مجلس حقوق الإنسان حيث أكد النائب العام بأنها خالفت اختصاصاتها وتفويضها ، ولم تلتزم بالمعايير المتبعة في منهجية عمل لجان التحقيق .
وتم عرض فيديو توثيقي للجرائم والانتهاكات التي مارستها المليشيا المتمردة .
واجتمع الوفد مع القوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وطالبت القوى بتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية والقيام بدور إيجابي فاعل وداعم للشعب السوداني .
وأكد مجلس السلم والأمن الإفريقي على لسان رئيسه حرصه على حماية مؤسسات الدولة الرسمية والمحافظة على تماسكها، مبينا أن المجلس يدرك أهمية هذا الأمر ويعني ذلك
وأضاف جاد إن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيكون قريبا من السودان خلال الفترة المقبلة لتلمس قضاياه ومشاكله، مؤكدا حرص المجلس على استقرار السودان .
وأضاف أن الزيارة واللقاءات التي تمت ساعدت في تفهم الوفد لأبعاد الأزمة االسودانية مؤكدا دعم المجلس للسودان حتى يتم تحقيق السلام بالبلاد مشيرا إلى أن اللقاء تطرق إلى ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي .
وقال ( لا يمكن أن يمر السودان بمثل هكذا أزمة وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الافريقي ) مؤكدا سعي المجلس لإحلال السلام في السودان ووقف إطلاق النار ودعم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني .
وبشأن تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، التي كشف فيها عن فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئته لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان، أكد جاد رفض مصر القاطع لهذا الطرح، قائلاً: “أن هذا الطرح ليس أمراً جديداً، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 25 سبتمبر الماضي، تمت الدعوة لاجتماع بشأن السودان من بعض الدول الغربية، وتم طرح فكرة ارسال قوات أفريقية إلى السودان وهو ما تم رفضه بشكل قاطع من جانب مصر ومن جانب الدول الأفريقية الأخرى التي شاركت فيه .
وأصدر المجلس بيانا تناول فيه الاتصالات التي جرت مع المسؤولين ومجموعة من قادة الاحزاب السياسية والزعماء الدينيين وممثلي المجتمع المدنيمشيرا إلى أن الزيارة تعد تعبيرا عن تضامن الاتحاد مع الشعب السوداني
الجدير بالذكر أن مجلس السلم والأمن، أحد أفرع الاتحاد الأفريقي الهامة، وهو المسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد، ويشابه إلى حد ما مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وقد تم إنشاؤه ، كهيئة تعمل على تسوية النزاعات في ظل الاتحاد الإفريقي بواسطة البروتوكول الخاص بالمجلس في يوليو 2002، ودخل حيز التنفيذ في ديسمبر .2003
ويتولى مهاما منها تعزيز السلام والأمن والاستقرار في أفريقيا ، صنع السلام ، بما في ذلك استخدام المساعي الحميدة والوساطة والمصالحة والتحقيق ، بناء السلام وإعادة التعمير في فترة ما بعد النزاعات والعمل الإنساني وإدارة الكوارث . .
العمل الانساني وإدارة الكوارث ..
وضم الوفد ممثلين للدول الأعضاء بجانب مفوض السلم والأمن والشؤون السياسية ومندوب الإتحاد الإفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش مبيناً أن هذه الزيارة ستشكل خارطة طريق لإعادة إرتباط السودان بالإتحاد الإفريقي.