منصة السودان الاخبارية
معك في كل مكان

“نقطة ضوء” .. مخيم علاجي يخفف الألم للمرضى بمعسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور

الفاشر -حواء داؤد –

 

في ظل واقع شديد الظلام في مخيم زمزم للنازحين جنوبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، سارع شباب متطوعون لإيقاد شمعة بتأسيس مخيم علاجي مجاني ليكون بمثابة نقطة مضيئة في المعسكر الذي تحاصر الوبائيات سكانه، ويشهد تدهورا مريعا في مجمل الأوضاع الإنسانية، مع غياب التدخلات.

 

 

 

 

واستطاع مخيم الشهيد هيثم عبد الكريم بوش العلاجي الأول، الذي انطلق بدعم من أبناء المنطقة في الخارج خلال شهر سبتمبر الماضي، تخفيف الألم العديد من المرضى في معسكر زمزم، الذي يأوي أكثر من 800 ألف نازح، يواجهون صعوبات بالغة.

 

وعاش النازحون في مخيم زمزم أوضاع إنسانية سيئة، مع تفشي الجوع وأمراض سوء التغذية والتي كانت تخطف روح طفلين في كل ساعتين في المعسكر، وفق ما افادة به منظمات طوعية مثل أطباء بلا حدود الفرنسية في وقت سابق.

 

ويوفر مخيم الشهيد هيثم عبد الكريم بوش العلاجي إلى سكان معسكر زمزم، الرعاية الصحية الأولية، والمحاليل الوريدية والأدوية المختلفة والتي كانت معدومة، في ظل تفشي الحميات خاصة الملاريا، مع تردي الأوضاع البيئية نتيجة لمياه الامطار والسيول التي اجتاحت المنطقة مؤخرا، مما أدى إلى انتشار النواقل الحشرية.

 

ويقول المشرف الاداري لمخيم الشهيد هيثم عبد الكريم العلاجي، محي الدين مختار، إنهم استطاعوا من خلال فترة العمل متابعة 1360 حالة مرضية، من بينهم نساء وأطفال، وأن أكثر الفحوصات أظهرت الإصابة البالغة بمرض الملاريا، بجانب إستقبال أكثر من 100 وصفة طبية لمرضى من الخارج بحاجة للدواء.

 

ويصف “الحالة القاتمة لسكان المخيم وخاصة القابعين بمراكز الايواء سيئة، فهم بين مطرقة الجوع وسندان المرض اللذان يشكلان مهدا للبقاء عقب الفرار من جحيم الحروب مؤخرا”.

 

وتابع مختار قائلا “هنالك انعدام تام للأدوية بسبب تفشي الباعوض الناقل للأمراض، وعلى الجهات الصحية والمنظمات العاملة في القطاعات الصحية تضافر الجهود والتدخل بشكل فوري لإنقاذ النازحين في مخيم زمزم، وذلك بتوفير الدواء ودعم المراكز الصحية، وعمل المخيمات العلاجية لمجابهة نواقل الأمراض والفيروسات، بالإضافة إلى حملات لردم البرك وتجفيف مصارف المياه الراكدة” .

 

وشدد أن “مخيم الشهيد هيثم بوش العلاجي استمر لمدة خمسة ايام بخمسة مراكز متفرقة داخل المعسكر، وهي موقع الشجرة الكبيرة في يومه الأول، من ثم مدرسة كومراء للإيواء، ومركز مدرسة خريفنا، ومركز رليف، ومدرسة بلولة للإيواء، وتم من خلالها توزيع عدد من اصناف الدواء عقب الكشف والتي تمثلت في علاج الملاريا الكوارتم والفلاجيل والمسكنات الحقن”.

 

مؤكدا جاهزيتهم لاستمرار المخيم في حال توفر الدعم من الخيرين لرفع معاناة وتوفير الدواء، ولاسيما علاجات الامراض المزمنة لدى كبار السن والأطفال.

 

من جانبه، قال تقني تمريض عبد الله هري إنه “تم فحص عدد 1500 حالة إصابة بالملاريا من بينها أطفال ونساء، فيما ظهرت بعض الشكاوى عند المرضي حالات الإصابة بأمراض بالتايفويد والتهابات الدم، وحالات من الاسهال والتهابات العيون لدى الأطفال، بجانب ظهور حالات سوء التغذية للأطفال”.

 

واضاف “انهم صرفوا عدد من الأدوية المتمثلة في الحقن والفلاجيل والمسكنات، بينما يواجهون عدد من التحديات في العمل مثل زيادة الحالات الكبيرة للملاريا الذي فاق قدرة المخيم نسبة لانتشار الملاريا وافتقار المواطنين للشراء الدواء واكتظاظ المخيم بالسكان”. مؤكدا حاجة المخيم لفتح عدد من المخيمات لفحص الملاريا وتوفير العلاجات كخدمة مجانية لسكان المخيم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.