التأم اليوم، اجتماعٌ مهمٌ، بين رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا المشتركة بين البلدين.
وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة ، إنّ الرئيسين بحثا الوضع المضطرب على الحدود بين البلدين؛ عقب هجمات مليشيا فانو الإثيوبية على الجيش الفيدرالي والشرطة الإثيوبية في إقليم الأمهرا، وفرار بعض القوات النظامية الإثيوبية إلى السودان. وأوضح آبي أحمد أن المليشيات الإثيوبية هي من تثير القَلاقِل بين البلدين، وتنهب المزارعين في السودان، وتضرب (إسفيناً) بين البلدين.
يُذكر انه عقب اتفاق سلام بريتوريا بين أديس أبابا والتيغراي، قادت مليشيا فانو تمردها، وصعدت إلى المشهد السياسي والعسكري في إثيوبيا، كونها استفادت من المشاركة في الحرب ضد التيغراي إلى جانب الحكومة المركزية، وعززت ترسانتها العسكرية والحربية، وتنقلب على آبي أحمد، حيث صارت تشكل تهديداً كبيراً له عبر هجماتها المتواصلة على الجيش الفيدرالي والشرطة الإثيوبية في إقليم الأمهرا، ورفضها خطة حكومة أديس أبابا لعمليات التسريح والدمج ونزع السلاح.
وأتفق البرهان وآبي أحمد، على ضرورة التنسيق المشترك بين البلدين على كافة الصعد العسكرية والأمنية والاقتصادية، من أجل تمتين الجوار عبر تعزيز المصالح والمنافع المتبادلة. كما طالب البرهان بأن تولي إثيوبيا قضية اللاجئين السودانيين اهتماماً أكبر عبر تأمينهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لهم. وأوضح آبي أنهم يسعون إلى هذا الأمر، إلا أن المئات من السودانيين عالقون وسط منطقة الصراع ونفوذ مليشيا فانو.
كذلك جدد آبي أحمد للبرهان؛ طرح مشروع الوساطة بين السودان والإمارات – والذي وصل مؤخراً مرحلة المحادثات، حيث اتصل الرئيس الإماراتي محمد بن زايد هاتفياً على البرهان. ولأول مرة تحدث حينها رئيس مجلس السيادة عن الصراع المكتوم، إذ قال البرهان لبن زايد: “إن دولة الإمارات متهمة من السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات للمتمردين، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك”.
واشترط البرهان على آبي أحمد، أن ترفع الإمارات دعمها عن مليشيا الدعم السريع، وأنه لا يمكن أن يكون هناك سلامٌ، وهناك من يشعل النيران عبر توفير كل الدعم للمليشيا. آبي أحمد أبان أنه من الضروري أن يجلس البرهان ومحمد بن زايد على طاولة واحدة لحلحلة الخلافات، لأن كل صراع يمكن أن يحل عبر التفاوض والتفاهم.
وأضافت مصادر نقلاً عن صحيفة ( السوداني ) أن آبي أحمد أوضح للبرهان أن أديس أبابا تمضي قدماً في تمهيد طريق الحل السياسي السوداني، عبر مواصلتها في جمع مختلف الفرق السياسية السودانية وإدارة حوار حقيقي يسمع فيه الجميع آراء الجميع، ويتفقوا فيه على كيفية إدارة الخلافات عبر الاتفاقات المشتركة بينهم، والحوار حول الخلافات. مؤكداً أن نهاية الصراع السوداني ينبع من السودانيين أنفسهم وليس من أي جهة غيرهم.