مؤتمر أجهزة مخابرات دول (البحيرات)..هل تجلب الخرطوم الأمن لأفريقيا؟.
مؤتمر أجهزة مخابرات دول (البحيرات)..هل تجلب الخرطوم الأمن لأفريقيا؟.
تقرير : الهضيبي يس
تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم الثلاثاء- فعاليات مؤتمر قادة مخابرات دول منطقة البحيرات في افريقيا.
المؤتمر الذي من المتوقع أن يتطرق إلى عدد من الملفات ، سياسية، وأمنية بأفريقيا عقب تمدد عمليات الإرهاب مؤخرا في (الصومال) والتوترات الأمنية بين روندا، والكونغو، فضلا عن أزمة إثيوبيا مع جبهة تحريرتغراى وطبيعة الاتفاق الموقع مؤخرا بجنوب أفريقيا، بجانب ماباتت تشكله الجماعات( المتطرفة) في موزمبيق من هواجس .
وتعتبر قضايا الأمن الأفريقي ممثلة في ، تجارة الاسلحة وانتشارها، وعمليات الاتجار بالبشر،و الهجرة غير الشرعية أبرز الموضوعات التي تفرض نفسها على طاولة المؤتمر.
السودان وبحكم موقعه الجغرافي و الذي تصنف اراضيه بدولة (العبور) عند المجموعات الخارجة عن القانون وما يخطط من قبل عصابات الاتجار بالبشر للربط مابين مناطق دول شرق، وشمال أفريقيا من دول إريتريا، إثيوبيا، يوغندا، جنوب السودان، الصومال، جيبوتي ، يظل محورا مهما في تامين القارة الافريقية واقليم البحيرات .
ويلاحظ المراقب بأن هناك عوامل مشتركة بين معظم دول الاقليم ، وهي قضايا أضحت تحمل طابع الالتزامات الإقليمية، والدولية ممثلة في مكافحة عمليات الإرهاب والجماعات المتطرفة، والهجرة غير الشرعية، وتجارة السلاح والمخدرات بعد توقيع على اتفاقيات ومعاهدات دولية تحمل دول منطقة (البحيرات) على الالتزام بمايرد فيها.
ويقول الباحث في شؤون القرن الأفريقي عبدالمنعم ابو إدريس لموقع شن توم برس – أن مؤتمر دول البحيرات الذي يعقد في الخرطوم هو أمر يكاد يحدث بصفة سنوية، ولكن هذا العام من المتوقع أن يذهب قادة مخابرات دول البحيرات الى مناقشة مسائل هي الآن تشكل مهدد للأمن والسلم (الأفريقي).
ويضيف ابو إدريس – تاتى على راس تلك المهددات قضية مكافحة المخدرات فقد تزايدت عمليات تجارة المخدرات بمختلف أنواعها وسط تطور ملحوظ في وسائل تهريبها وانتشارها، بعد أن تحولت (المخدرات) لتجارة عابره للحدود.
وزاد ابو أديس – أيضا ماتقوم به الجماعات (المتطرفة) في موزمبيق مثلا وتبني تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لمعظم العمليات العسكرية التي راح ضحيتها مئات المواطنين احد الموضوعات التي سيكون حضورها قويا بسبب تأثيراتها الأمنية على دول المنطقة.
وتوقع عبدالمنعم – دعم المؤتمر للاتفاق الذي تم بين الحكومة الإثيوبية، وجبهة تحرير (تقراي) مؤخرا بعد المفاوضات التي جرت بجنوب أفريقيا مما قد يشكل داعم جديد لضمانات جديدة بعدم عودة شبح الحرب مجددا.
ولفت ابوادريس إلى أن قضية (الهجرة غير الشرعية) ماتزال تفرض نفسها نتيجة لتزايد عمليات الهجرة من شرق وغرب أفريقيا إلى شمالها عند دول ليبيا، المغرب، تونس، مايعني أن المؤتمر قد يقف على الأبعاد الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية التي دعت لتزايد (الهجرة) وسط الأفارقة لاسيما فئة الشباب بطريقة غير شرعية.
ويشير المحلل السياسي محمد محي الدين في حديث لموقع شن توم برس – أن المؤتمر يتوقع أن يفتح الباب لقضايا أكثر عمقا من بينها أمن منطقة( البحر الأحمر) وكيفية الحد من عمليات القرصنة البحرية التي تهدد مسارات التجارة الدولية العابرة عند منطقة خليج عدن، وباب المندب.
بجانب النزاعات الأهلية في دول منطقة (البحيرات) وتأثيراتها الأمنية، والجوسياسية على دول الجوار كما يحدث مع السودان جراء نزوح مايقارب (2) مليون إثيوبي نحو الأراضي السودانية عقب اندلاع الحرب باقليم تغراى مؤخرا .
ويقول محى الدين تلك النزاعات وغيرها قطعا هي مسائل لها ابعاد وتأثيرات مما بات يعرف الان بقضايا (الأمن الصحي، والغذائي).
إذن يأتي المؤتمر والحديث لمحي الدين- في توقيت بالغ الحساسية والاهمية نظرا لما تمر به القارة الأفريقية ودول منطقة (البحيرات) من تعقيدات واشكاليات تهدد الأمن والسلم الدوليين..
بالمقابل توقع الخبير في الشؤون العسكرية اللواء الأمين مجذوب في حديث لموقع شن توم برس – أن عرض (السودان) لتجاربه في مكافحة الإرهاب عن طريق تطبيق منهج المراجعات التي تمت مع بعض قادة الجماعات المتطرفة سيضيف اساليب جديدة لمعالجة قضايا التطرف بعيدا عن المعالجات الامنية والعسكرية ..
كذلك تجربة انشاء القوات المشتركة السودانية مع دول (تشاد، أفريقيا الوسطى، وترتيب لقيام الخطوة بين السودان وليبيا)- ستكون محط تداول ونقاش عن السبل والكيفية والنتائج التي تحققت من تلك التجارب التي ظل يقوم بها السودان لمكافحة قضايا الهجرة غير الشرعية، وتجارة السلاح والمخدرات العابرة ل (الحدود).
اذا انعقاد مثل هكذا مؤتمرات ربما يشكل رافدا جديدا لوضع حلول جماعية للاقليم تتكامل فيه مع الحلول التى ترسمها الدول منفردة لمواجهة قضايا متشعبة ومتمددة على نطاق اوسع من الحدود الوطنية للدول بما يمهد لتعميمها على مستوى القارة ككل .