.. أجرى مكالمة هاتفية مع الحلو.. هل ينجح فولكر في إلحاق الحركة الشعبية بركب السلام
منذ يونيو (2011) تقود الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو تمرداً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث فشلت كل الجولات التفاوضية بينها وبين النظام السابق وحتى فترة (التغيير) أي الشراكة بين العسكريين والحرية والتغيير في التوصل لاتفاق سلام.. ودائماً ما تصل المفاوضات مع الشعبية (جناح الحلو) إلى طريق مسدود دون تقدم، لاسيما في ظل إثارة الحركة لقضايا العلمانية وفصل الدين عن الدولة، التي دوما تثير حفيظة الطرف الآخر (الحكومة) .. ولكن أيضاً الحكومة ظلت تدعو الحلو إلى ضرورة إحكام صوت العقل بغية الجلوس في طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يفضي إلى استقرار وسلام خاصة في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).. ولكن (الحلو) أو الحركة الشعبية، ظلت تتمسَّك بأطروحات ما أسمته بالسودان الجديد لاسيما في جانب تقرير المصير وعلمانية الدولة.. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ينجح رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية، (فولكر بيرتس) في اعادة (الحلو) إلى منصة الحوار؟ خاصة بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين (الحلو).
محادثة هاتفية
كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية، فولكر بيرتس، عن تواصله مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو.
ونشر فولكر تغريدة على (تويتر)، قال فيها : (أجريت محادثة هاتفية طويلة وبناءة مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو حول القضايا السياسية والأمنية والإنسانية).
وتشير (الصيحة) إلى أنه في 3 أكتوبر 2020م، وقعت الحكومة اتفاقا لإحلال السلام مع حركات مسلحة فيما تخلفت عن الاتفاق “الحركة الشعبية ـ شمال” بزعامة عبد العزيز الحلو، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد نور.
انحياز (فولكر)
وقلَّل القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل محمد المعتصم حاكم، من خطوة مهاتفة فولكر للحلو، منتقداً بشدة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أنه غير محايد ومنحاز إلى مجموعة الحرية والتغيير، بجانب أنه لم يقف على مسافة واحدة من كافة القوى السياسية السودانية.
وقطع حاكم في تصريح لـ(الصيحة) أمس، أن تواصل واتصالات فولكر مع الحلو وبعض قيادات المعارضة يتنافى مع الاجماع السوداني لحل الأزمة بطريقة وطنية سودانية، وقال حاكم : ” مافي مايمنع أن يكون فولكر مراقب وفق التكليف لكنه خرج عن سياقه”.
وناشد الحلو وعبدالواحد أن يعودا إلى لأرض الوطن الذي قال يسعنا جميعاً وأن يشاركان بالحد الأدنى في وحدة الصف الوطني ، وأضاف أن أفكارهما ستجد كل التقدير والاهتمام والاحترام وأن الحد الأدنى الذي نتطلع إليه من القوى السياسية بالضرورة سيجدا سنداً ودعماً من المجتمع الدولي وذلك عبر الالتزام التام بكل المواثيق الدولية التي صادق عليها السودان حالياً وفي كل الأزمنة الماضية.
دعوة للانضمام
وكان رئيس مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني الشيخ الخليفة الطيب الجد، ناشد جميع السودانيين لتأييد ودعم المبادرة، وقال “ينبغي لكل سوداني غيور التبشير بها في كل بيت وريف وحضر”، ورهن الشيخ الطيب الجد نجاح المبادرة بوقوف أهل الطرق الصوفية معها وطالب بضرورة أن يصل النداء لكل بيت سوداني.
ودعا الجد لدى مخاطبته لقاء نظمته المبادرة كل من: رئيس جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو للانضمام إلى السلام واستقرار البلاد بدعم وتأييد المبادرة .
خطوة مبشِّرة
ويرى الخبير والمحلِّل السياسي البروفيسور صلاح الدين الدومة أن المحادثة التي جمعت فولكر مع الحلو، أنها خطوة مبشرة قد تكتب لها النجاح حال لم تحدث تعطيل من قبل أعداء السلام، وتوقع الدومة في تصريح لـ(الصيحة) أمس، أن تجري الآلية الثلاثية لحل الأزمة السودانية بقيادة رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر، أيضاً اتصالاً برئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد النورفي ذات الإطار.
وأبدى الدومة تخوُّفه من عدم الوصول إلى نتائج مملوسة خلال التواصل بين فوكر والحركات غير الموقعة ممثلة في حركتي الحلو وعبد الواحد نور، مشيرة إلى وجود أطراف في الداخل لا يريدون تحقيق أي تقدم في العملية السلمية وإكمال محور السلام الشامل حتى يعم كل ربوع البلاد.
ركب السلام
فيما شدَّد عضو مجلس السيادة، الهادي إدريس، على ضرورة إنزال اتفاقية سلام جوبا إلى أرض الواقع، وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية والعمل على دمج القوات وتجميعها”.ودعا إدريس خلال فعالية سابقة بقية الحركات المسلحة غير الموقعة على الاتفاق للانضمام لركب السلام.
وفي ذات الإطار دعا أكد نائب رئيس اللجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية سليمان صندل حقار ،عبد الواحد محمد نور، وعبد العزيز الحلو – للإسراع بالانضمام لركب السلام، مشيراً إلى استعدادهم إعادة النظر في الاتفاق الحالي برمته وتشكيله على أساس جديد .