الشيخ عبد الحي يوسف يمنع استخدام الزكاة في المشاريع العامة

متابعة – منصة السودان –

أعاد الداعية السوداني المعروف الشيخ عبد الحي يوسف الجدل حول مصارف الزكاة، بعد إصداره توضيحاً فقهياً يؤكد فيه عدم جواز استخدام أموال الزكاة في حفر الآبار أو تنفيذ مشاريع الخدمات العامة، مشيراً إلى أن الزكاة محددة بنص قرآني لا يجوز تعديته أو التوسع في تفسيره خارج نطاق المصارف الثمانية الواردة في سورة التوبة.

وأوضح الشيخ عبد الحي في حديثه أن الله تعالى حصر مصارف الزكاة في آية واضحة قطعت كل باب للاجتهاد خارجها، وهي الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وفي سبيل الله وابن السبيل. ونقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يؤكد أن هذه المصارف محددة شرعًا ولا يحق لأحد إدخال مصارف جديدة إليها مهما كانت الحاجة أو النية.

وبحسب ما ورد في الفتوى، شدّد الشيخ عبد الحي على أن الأعمال الخيرية الكبيرة مثل حفر الآبار، وبناء المساجد، وإصلاح الطرقات، وتكفين الموتى، لا يجوز تمويلها من مال الزكاة، لأنها ليست ضمن المصارف المخصصة التي حدّدها الشرع، ولأنها لا تقوم على مبدأ تمليك المال لمستحق الزكاة. وبيّن أن الواجب هو إيصال المال مباشرة للفقراء والمساكين، ليتصرفوا فيه حسب حاجاتهم، بدلاً من توجيهه إلى مشاريع عامة ينتفع منها الجميع دون تخصيص.

وأشار إلى أن هذا الرأي هو ما استقر عليه كبار فقهاء المذاهب الأربعة، مستشهداً بكتبهم التي قطعت بعدم جواز صرف الزكاة في المشاريع العامة، مهما كانت منفعتها، لأنها لا تحقق شرط التمليك ولا تقع ضمن المصارف المنصوص عليها شرعاً.

وتأتي هذه الفتوى في وقت تتزايد فيه المبادرات الشعبية الرامية لحفر الآبار وتمويل مشاريع المياه من الزكاة، خصوصاً بعد موجات النزوح والجفاف وشح المياه في عدد من الولايات السودانية، مما يطرح تساؤلات عن البدائل الشرعية والمالية المتاحة لدعم هذه المشروعات بعيداً عن أموال الزكاة.