منصة السودان الاخبارية
معك في كل مكان

مصطفي ابو العزائم يكتب.. لم يعد الأمر سراً

متابعة - منصة السودان

متابعة – منصة السودان –

 

 

 

*بُعْدٌ .. و .. مسَافَة*

*مصطفى ابوالعزائم*

*لم يعد الأمر سراً …..*

كثير من الأصدقاء والرفاق يسألونني عن الشأن الليبي ، كأنما صاحبكم مختص فيه ، وقد أحسنوا الظن في صاحبكم بحكم أنه عمل في ليبيا لأربع سنوات خلال حكم العقيد الراحل معمر القذافي ، وكانت وقتها تحمل إسم الجماهيرية العربية الليبيةالإشتراكية الشعبية العظمى ، ولكنني ربما أكون قد عرفت جانبا من تلك الحقبة التي عشتها هناك في الفترة الممتدة من سبتمبر 1988م ، وحتى أكتوبر 1992 م ، ومع ذلك يحسن كثير من الأصدقاء والزملاء الظن بنا فلا تنقطع لدى البعض منهم الاستفسارات عن الشأن الليبي .
قبل يومين وفي أحد مقاهي مدينة فيصل بالقاهرة ، سألني أحد رواد المقهى عن تفاصيل مقتل العقيد معمر أبومنيار القذافي – وهذا هو إسمه – فقلت له ليس لدي شيئ أضيفه لما نشر أصلاً من قبل ، وقلت له أنه ليس في هذه الدنيا أسرارٌ تظلُّ أسراراً إلى الأبد ، وقد ظلّ مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي ، رحمه الله ، لغزاً ، إلى أن أماط اللثام عن تلك الواقعة البشعة صحفي فرنسي ، وننشر هنا تفاصيل ما ذكره الصحفي الفرنسي ” الفريد دي مونتسكيو” وهي شهادة تدين الكثيرين .
وقد نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قبل فترة ، تفاصيل وملابسات جديدة للحظات الأخيرة التي سبقت ورافقت تصفية الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي .
ونقلت الصحيفة شهادة الصحفي الفرنسي الفريد دي مونتسكيو الذي كان حاضراً داخل الغرفة التي وضع فيها جثمان القذافي بعد يوم من مقتله ، وعايش الأحداث وإستمع لشهادات من كانوا حاضرين لحظة إعتقال القذافي وتصفيته .
وخلصت الصحيفة إلى أن شاباً يدعى ” سند الصادق العريبي” هو من قتل معمر القذافي ، إستنادا إلى تصريحات أدلى بها في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الإجتماعي ، إعترف فيه بأنه من قتل الزعيم الليبي ، عارضاً دليلاً على ذلك وهو خاتم من ذهب يعتقد أنه خاتم االزعيم الليبي الراحل .
وقال ” مونتيسكو “في تلك الغرفة الكبيرة حيث كانت تفوح رائحة قوية جدآ ، دخلت في زحام شديد لأجد نفسي أمام جثة الزعيم الليبي معمر القذافي وبجانبها جثتي إبنه وحارسه الشخصي الرئيسي”.
وأضاف “شاهدت عدداً من الليبيين يركلون جثة الزعيم أو يقتلعون خصلات من شعره أو حتى بعض أظافره”.
وتابع “كان غيظهم شديداً ويلتقطون صور سيلفي ويلمسون جثمانه بل ويعرضونه للإهانة”.
وإسترجع الصحفي الفرنسي تفاصيل اليوم الذي سبق تصفية القذافي ، وكان ذلك في العشرين من أكتوبر عام 2011 م ، عندما غادر رتل مكون من أربعين سيارة ، مدينة سرت الساحلية -آخر معقل موال للقذافي- على أمل إقتحام صفوف الثوار في حين لا يزالون نائمين .
وأردف “لم تلاحظ خطوط الثوار الأولى التي أنهكتها أسابيع من القتال مرور أي شيء إلا طائرة أمريكية بدون طيار كانت ترصد القوات التي تحاول الهروب ونقلت تحركات الرتل الذي يرافق القذافي”.
وجاءت محاولة الهروب بمبادرة من معتصم القذافي ، نجل الزعيم الليبي والذي كان يأمل في عبور الصحراء والوصول إلى الجنوب للإحتماء هناك ، لكن ما أن بلغ الموكب ضواحي سرت ، حتى أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار صاروخاً أصاب 3 من السيارات الفارة” .
وبعد لحظات من الضربة الأولى للطائرة ، أسقطت مقاتلات الناتو الفرنسية القنابل على القافلة التي كانت تحاول شق طريقها بين نيران الثوار على الأرض .
وفي السياق ، وصف الفريد دي مونتسكيو المشهد نقلاً عن الشهادات التي جمعها قائلاً “لقد كانت مجزرة”.
وأصيب معمر القذافي في رأسه كما وثقت فيديوهات الثوار لاحقاً .
ونزف القذافي بغزارة وهرب مع إبنه سيراً على الأقدام ، ليتعقبه الثوار قبل أن يلجأ إلى فتحتي صرف صحي كبيرتين .
وإستدراك ” مونتسكيو “هنا أصبح من كان يوماً يطلق على نفسه (ملك ملوك أفريقيا) محاصراً في المجاري قبل أن يقضي الثوار على البقية الباقية من مؤيديه ويقتلونه بالطريقة التي نشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي”.
ونقل مونتسكيو عن أحد الثوار قوله “لقد قتل برصاصتين من مسافة قريبة”، وهذا أيضاً هو الإستنتاج الذي توصل إليه الطبيب الشرعي الذي أجرى تشريح جثته .
وقلت لصديقي إن هذا هو ما أعرف لكن الخطورة تكمن في تورط الغرب بالطيران والصواريخ في تصفية العقيد الليبي معمر القذافي ، وقد كان ذلك جزءاً من خطة يجري تنفيذها في سرية تامة ، هي إنشاء شرق أوسط جديد .. ولا زال التنفيذ جارياً .

*Email :sagraljidyan@gmail.com*

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.