متابعة – منصة السودان –
عوامل عدة دفعت كثيراً من المواطنين إلى الاستغناء عن منازلهم بالبيع، سواء في الأحياء الراقية أم الشعبية، على رغم التضحيات الكبيرة التي بذلوها من ناحية تشييدها، بسبب استمرار الحرب
يقول المواطن الطيب عبدالرحمن، الذي يقيم في ضاحية الفتيحاب بمدينة أم درمان، “في تقديري أن أصعب قرار يمكن أن يتخذه الشخص هو بيع منزله، إذ إن هناك علاقة وجدانية تربط بين البيت وأهله، فضلاً عن العوامل المتعلقة من ناحية الاستقرار الأسري وغيرها، مما يجعل التخلي عنه أمراً مستحيلاً”، وتابع “ما أجبرني على عرض منزلي للبيع هو الواقع الأشد مرارة الذي فرضته الحرب اللعينة، إذ إنه عند عودتنا للمنزل بعد رحلة نزوح طويلة فوجئنا بتخريب لا يمكن وصفه طال أجزاء واسعة من المنزل، وتسبب في تصدعات وتشققات في الجدران جعلتنا في محنة”، وأضاف عبدالرحمن “بعد تفكير عميق توصلنا إلى أن الخيار الأمثل هو بيع المنزل، إذ قمنا بجولة على مكاتب العقارات، لكننا لاحظنا أن الأسعار في تراجع، وأن تقييم المنازل ما بعد الحرب أصبح من خلال الاكتفاء بالنظر إليه، والشيء المؤسف هو تعاظم دور السماسرة الطامعين في استغلال أصحاب المنازل”، وزاد أيضاً أن الهدف من بيع المنزل الاتجاه صوب الأطراف النائية والرغبة في استثمار هامش الربح بإنشاء مشروع صغير في ظل الافتقار لمصادر الدخل، “لكن الحرب أثرت في ترتيب أولويات الحياة، لا سيما أن فكرة البيع كانت تراودنا قبل الحرب، إذ كان سعره آنذاك 500 مليون جنيه سوداني (135 ألف دولار)، والآن بسبب الأوضاع غير الطبيعية بلغ سعره 350 مليون جنيه سوداني (100 ألف دولار)”، وأوضح أن “كل بيت جرى عرضه للبيع خلال هذه الفترة الحرجة تكمن وراءه قصة حزينة، لا سيما أن العروض تنهال على مكاتب العقارات من دون وجود راغبين في الشراء”.
عقبات متعددة
المزيد من المشاركات