تقرير- الطيب عباس ـ
يختلف متحرك الصياد عن جميع التشكيلات العسكرية لمعركة الكرامة، في أن مراحل تكوينه كانت بعيدا عن صخب الميديا وأخبار المتطفلين الذين يدلقون المعلومات بأسلوب الدراويش، وعندما بدأت الأخبار عنه في الانتشار كان قد ولد مكتملا بكافة التجهيزات، متحرك مرعب يعرف أهدافه ويميز فرائسه ويحدد مقصده.
يقول الخبير الأمني الفريق جلال تاور، إن متحرك الصياد تم الإعداد له بشكل جيد ليؤدي مهاما كبيرة ومعقدة، وأحيط بسرية كاملة في تحركاته نظرا لطبيعة المناطق التي يتحرك فيها، معتبرا أن المتحرك عبارة عن سودان مصغر يضم كافة تشكيلات القوات المسلحة وتم رفده بأمهر ضباط الجيش وجهاز المخابرات الوطني وهو قادر على تحقيق أهدافه.
ويرى خبراء عسكريون، أن قدرة قادة القوات المسلحة تجلت في تجهيز متحرك الصياد هذا، حيث توضح هذه الخطوة بشكل حاسم، إن قادة المؤسسة العسكرية لم يديروا هذه المعركة وهم ينظرون تحت أرجلهم قط، وإنما كانوا يخططون بعيدا، مشيرين إلى أن عبقرية قادة الجيش، كانت مدهشة، فبينما كانت مدن الوسط تتساقط في يد المليشيات، تمسك القادة بإعداد وتجهيز متحرك بعيد تماما عن دائرة المعارك في أطراف النيل الأبيض، دون أن يثنيهم تساقط المدن وحالة اليأس وسط المواطنين من إيقاف تجهيز المتحرك أو تغيير الخطط والدفع به لمعارك الوسط ، بحسب أصداء سودانية
وتجلت العبقرية بشكل واضح، حيث أن قوات الجيش وقوات المليشيا التي شاركت في حروب سنار والجزيرة والخرطوم، كانت مرهقة من القتال الطويل، لكن المفاجأة كانت أن قوات المليشيا التي انسحبت لدارفور كانت في حالة إنهيار كامل، بينما كان لدى القوات المسلحة متحرك كامل مجهز بكافة أنواع الأسلحة وفي أتم الجاهزية ولم يخض أي معارك، وهو ما يفسر بحسب مراقبين الاختراقات الكبيرة التي حققها متحرك الصياد في وقت وجيز أبرزها فك الحصار عن الأبيض وتحرير الخوي والدبيبات وعشرات القرى والبلدات في كردفان.
سر انتصار الصياد في كردفان:
لكن مراقبون يرون أن الانتصار الكبير الذي حققه متحرك الصياد يتمثل في الرعب الذي بثه في صفوف المليشيا في كردفان ودارفور، وحسب مصادر من داخل كردفان، فإن المليشيا أضحت تبني تحركاتها وتحدد الخطوة القادمة بناءا على تحركات متحرك الصياد، ففي كردفان وحدها أعلنت المليشيا بولاية الغرب وفي بعض مناطق ولاية جنوب كردفان حالة الطوارئ والاستنفار لمواجهة المتحرك، بينما يتسرب عناصرها من بين يديها إما هربا من المواجهة أو بالاستسلام، ونقلت صحف ومواقع خبرا عن استسلام العشرات من عناصر المليشيا لمتحرك الصياد بكردفان، كان أخرها يوم الاثنين الماضي.
في مدينة الفولة غير البعيدة، قضت محكمة في المدينة بالسجن والغرامة لنحو 7 من عناصر المليشيا تحدثوا عن إستحالة مواجهة متحرك الصياد، بينما عاقبت قيادات المليشيا بجنوب دارفور عددا من عناصرها فروا من النهود والفولة لمدينة نيالا في رحلة بلا عودة.
الرعب لم يتوقف عند كردفان، حيث وصل إلى مدن نيالا والضعين، وأعلنت ما يسمى بالإدارة المدنية التابعة للمليشيا بولاية جنوب دارفور، أمس الثلاثاء، حالة الطوارئ القصوى والاستنفار الإجباري وسط الشباب لمواجهة متحرك الصياد.
وقالت القوة المشتركة للحركات المسلحة، في بيان أمس الثلاثاء، إن مليشيا الدعم، السريع تقوم بتهديد القبائل في ولايات كردفان ودارفور وتخويفها بهدف استنفار أبنائها للقتال بجانبها في الحرب.
وفي الضعين، أربك متحرك الصياد، حتى قبل اقترابه من المدينة، المليشيا وداعميها، الأمر الذي دفعها لإجلاء أسرها إلى جنوب السودان، وحفر خندق حول الضعين لمنع وصول (الصياد).
فتح طريق كادقلي وتحرير الدبيبات :
منذ تحرير مدينة الدبيبات بجنوب كردفان، الجمعة الماضية، فإن الأخبار عن المتحرك بدأت شبه معدومة، حتى ظهر نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، الاثنين، مبشرا أهل كادقلي باقتراب فك الحصار عنها وفتح طريق (الدبيبات – الدلنج) حيث بفتح الطريق هذا الذي يقترب منه متحرك الصياد، تصبح مدينة كادوقلي مربوطة مع كامل السودان من جنوبه لشماله.