مقالات الرأي
أخر الأخبار

الاستاذ محجوب محمد صالح  سياحة فى حرم الجمال  د.أحمد مضوى عز الدين 

و نحن طلاب  فى السنة الأخيرة من الجامعة نظمت كلية الإعلام بجامعة السودان  سمنار  شارك فيه الأستلاذ/ كمال الصادق رئيس قسم الاخبار  في صحيقة الايام،  برقتة الاستاذ / البدوى يوسف فى ختام السمنار.  اعلن الأستاذ كمال الصادق عن ترحيب  صحيفة الأيام  بمن يود التدريب .. لم أضيع الوقت كثيرا، تجهزت اليوم التالى صباحا..  لبست افخر ما املك دلق على ملابسي من زجاجة  عطر كنت اضن بها على نفسي ولا اقربها الا فى الاعياد .. اسرعت خطواتي الى عمارة ابو العلا القديمة  قابلت  الاستاذ كمال الصادق  ثم ادخلنى لمقابلة الاستاذ مججوب محمد صالح حياني بابتسامة عريضة.. سالنى الجامعه والمنهج والمواد ومدى اطلاعى ..كل سؤال له كنت انتبه له بحواسي كلها .. فالحديث رغم انه كان وديا الا انني توهمت انه معاينة  لى وقياس لقدراتي..  بدات التدريب فى العام 2000 حتى نلت القيد الصحفى فى العام 2005   عملت فى اقسام الاخبار – المنوعات – الاقتصاد ) ثم مسئولا عن قطاع الخدمات الذب كان يغطي (الصحة – التعليم – الشئون الانسانية – الرعاية الاجتماعية ) ثم تحت اشراف الأستاذ  محجوب محمد صالح و بعض الزملاء أيمن سنجراب ، وحسين سعد ، ونصرالدين الطيب اسسنا صفحتى الكشكول  التى كانت تتناول هموم الناس وتصدر يومين فى الأسبوع

طرير الشباب

اتاحت لى تلك الفترة ان اشاهد يوميا الاستاذ محجوب محمد صالح واقراء كتاباته واتابع حركته اليومية في الصحافة .. اشد ما لاحظت فيه اعتماده على الشباب وفتح الفرص امامهم على تحفظ رؤساء الاقسام تلك الفترات حيال مغامرات واخطاء الصحفيين الشباب  كان يؤمن ايمانا مطلق بان الصحافة مهنة الرهق والتعب . وهى مهنة شباب .. اذكر مرة عند تكليفه لى بمهمة تحقيق عن تسرب امتحانات الشهادة السودانية  استقبلنى باسما ثم فاجئني بالسؤال .. ماذا تعرف عن قصيدة قم ياطرير الشباب ذكرت له انه اغنية لسيد خليفة فضحك قائلا  (ياولد بل هي كلمات التجاني يوسف بشير) ثم سمعت النص من كاملا منه فلما وصل الى  حدث الاعراب عن روعة المشهد وصور على الاعصاب وارسم على حسي جمالك الهياب من روعة الجرس .. استبد به الطرب  فرفع صوته محاكيا لحن المرحوم سيد خليفة  وتلك حكاية من حكايات كثيرة  فقد كان مصدر الحماية للشباب فى الصحيفة من تغول الادارة وقسوة  اللوائح  ومصدر التكليف بكل مهمة عسرية تنجزها على اتم وجه فيستقبلك باسما ملتفتا الى من حوله بعبارة (شفت كيف ؟)

 

الصحافة اخلاق

مثل الاستاذ محجوب محمد صالح مثل مدرسة عالية من الالتزام المهني الصارم وتقديس الواجب، الصحافة عنده هى مهمة الالتزام بين الصحفي وضميره فى المقام الاول وبين الصحفى وزملائه فى الصحيفة وبينه وبين المجمتع العريض .. دقيقا فى عباراته صارما فى مواعيده اشد ما يزعجه التاخير عن موعد او الغياب بدون سبب معلوم وكانت صحيفة الايام عنده هى الحرم الذى يتعبد فيه، والمعبد الذى يستشعر الطمانينة عنده  اخلاصا وتجردا وتضحية..  الايام  كانت عند الحلم الذى يعشقه والهواء الذى يتنفسه  بل كانت كل دنيته وكسبه وعلاقته بالحياة ..

من  واقع عملك مع الاستاذ محجوب محمد صالح تستمد القوة والجراءة والتى هى اساس العمل الصحفة تعلمنا منه ان لامستحيل اصلا فى العمل الصحفى..وان كل الصعوبات مدخل حلها ان تكون صحفيا نابها مقدسا لمهنتك وان تلتزم يساسيات الحرية والنزاهة فى جمع ونشر الاخبار والمواد والمعلومات  وعرض التعليقات والانتقادات الصادقة فى التقرير الاخبارية العامة والالتزام باعلى المعايير المهنية والاخلاقية  بالاضافة الى التزام الدقه  وعدم اخفاء المعلومات الاساسية والهامة والابتعاد عن التقارير المضللة والمعلومات المصنوعه وله فى ذلك عبارة مشهورة حيمنا يضحك ويقول (المعلومة دى مخدومة ) وكان يكفل بشكل مطلق حق الرد وتصحيح المعلومات ..ومن اجمل عباراته (الصحافة اخلاق )

مستشف من كل جمال جمالا

من اجمل ما لمسناه ونحن فى مرحلة الشباب عند استاذنا الراحل هو حالة الاحترام العميق   الذى يحيط به .. شخصيته القوية وكارزميته الحاضرة تفرض عليك نوعا من التهيب وانت تدخل عليه او تقابله اول مرة ..ويفرضها هو عليك باحترامه لكل من يقابله على اختلاف المهن والاعمار والمستويات التعليمية .. وله فى لك منهج عجيب وسر متفرد متى ما تعاملت معه  تكتشف انه شخصية لطيفة مرحة جذابة هين لين ..

هين تتخفه بسمة الطفل

قوي يصارع الاجيالا

حاسر الراس عند كل جمال

مستشف من كل جمال جمالا

اصوات واصداء

للمرحوم الاستاذ محجوب محمد صالح  الفضل فى عنق كل صحفى سوداني  فهو صحفى السودان الابرز منذ عقود خلت وهو صاحب الكلمة في بلاط السلطة الرابعه وحرصه ان لاتفقد دورها  ابدا وهو صاحب المدرسة المتفردة في اصلاح السياسية وانتقادها وتقويمها  وهو الكاتب والمؤرخ فى تاريخ الصحافة  وهو المربي الاول الذى تخرجت على يديه كل اجيال الصحفيين  وظل عموده الراتب اصوات واصداء هو نبض الحركة الوطنية المسكونة  بحب السودان واهله .. و هو الرمز البارز فى اتحاد الصحافيين  العرب واتحاد الصحافيين الافارقه  ونال جوائز عديدة منها جائزة القلم الذهبي وجائزة الاتحاد الاوربي عاش شريفا وتوفي كريما ومارس الحياة حرا ابيا .. رحمه الله بقدر ما قدم واحسن الى اجيال الصحفين  وستبقى محاسنه باقية على مر الايام ..  فقد مضى وبقي الاثر ومات وما ماتت مكارمه وعاش فى الوجدان اثرا باقيا خالدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock